الأديب والروائي والباحث الأستاذ عبدالله الناصر تمتد معرفتي به لأكثر من عقدين من الزمن. وجدت فيه الإنسان النبيل ذا العاطفة الجياشة المحب لعمل الخير أينما كان وكيفما كان، وبطبعه الإنساني لا يبخل بمساعدته وشفاعته من غير ضرر ولا إضرار لمن يعرف ولمن لا يعرف.
تقلد من المناصب أرفعها ولم تزيده إلا تواضعاً لا تأخذه بالحق لومة لائم. ذو اليد النظيفة فلم يستغل المناصب التي تقلدها لمنفعته الشخصية, رجل يعتبر المنصب تكليفاً لا تشريفاً, محب لوطنه ومخلص لولاة أمره, نافح بقلمه عن قضايا وطنه وأمته، رجل عصامي بكل ما تحويه الكلمة من معني بتحمل المسؤولية بكل اقتدار.
رافقته بكثير من رحلاته منها معرض الكتاب المقام بالمغرب منذ أكثر من عشر سنوات فكان محل احترام الجميع أينما حل أو رحل.
مواقفه الإنسانية كثيرة، منها:-
- حينما كان ملحقاً ثقافياً ببريطانيا احتاج أحد طلبة الدراسات العليا إلى زراعة كبد وكانت العملية مكلفة جداً فوق طاقة التأمين الصحي للملحقية, فما كان منه إلا أن تحمل المسؤولية ووافق عليها ولو على حسابه في حال عدم دفع الوزارة التكاليف، ووقع على ورقة العملية. ولله الحمد نجحت العملية.
- ومن المواقف الطريفة التي رواها لي أنه كان عائداً من زيارة للطلبة بجنوب غرب بريطانيا ومعه صديق يرتدي الزى الوطني السعودي، وعندما استقلوا القطار عائدين إلى لندن بوقت متأخر من الليل وركب معهم قله من الشباب الثملين، تحلقوا عليهم وقاموا بترديد أهزوجه قائلين (باكستاني شيش كباب). ونظراً لعدم وجود رجل أمن ما كان منهم إلا أن شاركوا الشباب بترديد العبارة حتى وصلوا إلى أقرب محطة ركب منها بعض الركاب وانتهت معاناتهم.
أبو عبدالعزيز - وهذا أحب الألقاب إليه - رحم الله ابنه عبدالعزيز وأمد في عمر والده ووالدته وإخوته وإخوانه. قناص للفكرة متى ما لمعت بذهنه، يقوم بتسجيلها بأقرب ورقة لديه، جريدة أو مجلة، وإن لم يجد يكتبها على يده, وأحياناً توقظه الفكرة من النوم فيسجلها.
زاويته بجريدة الرياض (بالفصيح) تصدر أسبوعياً بدون انقطاع إلى وقت قريب.
وأخيرًا يجب ألا ننسى دور حرمه المصون أم عبد العزيز - أمد الله بعمرها -, التي نذرت نفسها لخدمته في غربته، وكانت عوناً له بتذليل الصعاب كافة التي تعترض طريقه أثناء مسيرته العملية.
وختامًا لن نتمكن بهذه العُجالة من أن نفي هذا العملاق حقه؛ فله مني الدعاء.
** **
- محمد عبدالعزيز القويز