إعداد - جابر محمد مدخلي:
على رائحة التاريخ ولِدَ وفيه نشأ، وعلى أرضه، وميدانه سار، وخطى، وأمام حصونه ترعرع؛ لأنه ولد في الدرعية؛ هذه البقعة التي إذا ما ذُكِرت استُحضِر مع ذكرها الإنسان العصاميّ، وترجمة الزمان والمكان. عبدالله الناصر أديب حمله الأدب مبكراً تجاه مؤلفات ما تزال وستبقى متداولة، ومتناقلة من جيل لآخر. ومنحه الفِكر المتسامي، والوعي المتصاعد حقيبة مجلس الشورى، وإلى جوار حقائبه الهامّة في مسيرته كانت حقيبة المسافر الدائم في ترحاله وتنقلاته خارج الوطن لتمثيل الوطن دبلوماسيًا، ومثقفًا، وأديبًا.
عبدالله الناصر ألهم من حوله منذ بروزه في إصداره الأول لحدود أن يؤلف عن تجربته كتاب يخص ما أبدعته بنات أفكاره ليجعلها كحقلٍ مثمرٍ يقطف لمن قرأه كثيرًا من فكره الإبداعي. ألّفه الأديب عبدالله الماجد حاملاً عنوانًا يتماهى مع تجربة الناصر: «البناء داخل جدران قديمة...»
لقد استمر طوال مسيرته يكتب على جميع جدران الذاكرة، والمكان، والمُدن التي يدخلها أو يخرج منها، والتي يسكنها أو تسكنه. وأمام هذا الكيان الإبداعي، والحاضر المتقدم، الحامل لقرائه البحث في أمسه ويومه على حدٍ سواء كان للجزيرة الثقافية أن تقف أمام مسيرته لتترك رفاق مرحلته ومن عايشوه أو سايروه، وجميع قرائه يمثلون أمام تجربة ستظل أبوابها مفتوحة باستمرار.