(الجزيرة) التقت بحالات من الانفصام، فكان اللقاء الأول مع أحد الأبطال الذي سرد لنا قصة مرضه وهو الأخ أحمد هادي، حيث قال لنا: أنا أصبت بهذا المرض في عام 2013 وقد كنت موظفاً وأمارس عملي ولكن فجأة صار عندي قلق وخوف وحالة نفسية، حتى أن الأشخاص الذين حولي ذهبوا عني.. ومنهم زوجتي التي لي منها ولد وبنت طلبت الطلاق مني، استمريت مع المرض حتى أكد لي الأطباء أنه انفصام.. بعدها تقاعدت من عملي وأنا أفكر ماذا أعمل.. قررت الانتحار بسبب شدة المرض، ولكن أحد الأصدقاء نصحني بمراجعة هذه الجمعية، وقد كنت في ذلك اليوم أريد أن أذهب إلى الكبري المعلق في الرياض وأرمي نفسي من أعلى الجسر.. ولكن قررت قبل الاقدام أن أسمع نصيحة صديقي وذهبت إلى الجمعية وعند دخولي إلى الجمعية قابلتني الأميرة سميرة وحكيت لها قصتي مع المرض فناولتني (وردة) كانت بيدها فأحسست بالامان، وأعطتني دافعا بأن العلاج موجود وأنت واحد منا في هذه الجمعية، فعدلت عن فكرة الانتحار وقررت ملازمة الجمعية.. وأنا الآن بأحسن حال وأعيش حياة طبيعية وسوف أكرس جهدي لخدمة إخواني مرضى الفصام وأعالجهم بالكلمات والنصائح التي تجعل منهم أناسا أسوياء. أنا حالياً أقوم بكتابة قصة سميتها مريض بالفصام.. أم مسحور، هذه الرواية عن واقع حياتي منذ الاصابة وحتى الآن ومعاناتي في هذه الحياة.
وقال أحمد: نحن في حاجة إلى مراكز صحية متخصصة لمرضى الفصام تؤهلنا للعمل والدراسة حتى ننسى معاناتنا ونقتل فراغنا.. هذه الجمعية هي المكان الذي نقضي فيها أوقاتنا.
أحمد اليوم شخص عادي يشارك في اجتماعات الجمعية ولديه طموح وثقافته عالية خاصة أنه حاصل على دبلوم من معهد الادارة العامة ومارس العمل 9 سنوات.
بنتي انتحرت بسبب مرض الفصام
* تقول المواطنة س.ع.ج: أنا حالياً أعيل ما يقارب من 15 شخصا معظمهم مصابون بتخلف عقلي وصرع وانفصام وليس لنا عائل سوى الدولة أعزها الله، ثم هذه الجمعية التي قدمت لنا الشيء الكثير. واحدة من بناتي بسبب هذا المرض تعرضت لمشاكل واضطرابات نفسية بسبب أن لديها ثلاثة أولاد مصابون بالمرض فقد أقدمت على الانتحار وتركت لنا هؤلاء الأولاد.. وتحولت حياتنا إلى معاناة، ولكن علينا أن نصبر وأن نحتسب ونتحمل هذه الضغوط.. وقد وجدنا في هذه الجمعية كل ما نحتاج إليه من اعانة وعلاج وتأهيل ومساعدة.
* القصة الثالثة المواطنة ص.ع: أنا أصبت بمرض الفصام ولكن لم استسلم لهذا المرض وساعدتني عائلتي ووقفت معي وزرعت في حب الحياة وقررت أن أعمل شيئا، فأصدرت كتابا عن الأزياء النجدية وأنا الآن لدي العديد من الأفكار.. وتزوجت ولدي أولاد رغم أنني كنت قد قررت أن لا أتزوج أبداً، علماً أنني كنت أنوي التخلص من هذه الحياة.. ولكن أقول بالعزيمة والكفاح يستطيع الشخص تجاوز العوائق وبناء مستقبل مزدهر.. وأنصح كل واحد مصاب بهذا المرض أن لا يقدم أو يفكر في مثل هذه الأفعال، وأن يتعوذ من الشيطان وأفعاله. كما أناشد من لديه مرض الانفصام التوجه لهذه الجمعية والاستفادة من برامجها وخدماتها.