د.عصام حمزة بخش
تظلُّ المرأة ينبوعًا ودفءً للحياة، بل هي الحياة والسعادة الأبدية للوجود الإلهي, كرمها الله -عز وجل- بأنها هي شطر وأنثى الرجل، هذه المرأة هي الأم الراعية والبانية الإنسانة ذات القلب الحنون التي يستظل بظلها المجتمع، وهي الأخت المساندة لأخيها جزءًا من روحه ودمه، هي الودودة والعطوفة وقطعة من قلبه لا يحتمل أن يراها حزينة دون أن يتدخل لإسعادها، هي الابنة هي النبض والبسمة وحبيبة أبيها، وهي العمة، والخالة، والجدة، وهي الزوجة الشريكة للرجل في تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سويّة، وتحمل مسؤوليات الحياة، حيث كلّفها الله مع الرجل بالاستخلاف في الأرض، حيث يقول سبحانه وتعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى».
حيث راعت الشريعة الإسلامية الفروقات بين الذكر والأنثى وبناءً عليها، وضع الإسلام الأُطر التي تحكم علاقة المرأة بالرجل والعكس، وحدد كل منهما وواجباته تجاه الآخر. وفي حديث رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه بالاستوصاء بالنساء خيرًا، وحديث «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم».
ومن منطلق اهتمام الشرع بحقوق المرأة ومسؤولياتها تجاه المجتمع بعمارة الأرض والنهوض بالكيان الديني والمجتمعي الإنساني.
أولت حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، جُل الاهتمام بالمرأة، وتمكينها من استثمار طاقاتها ومنحها الثقة للقيادة ولأخذ هذا الدور الريادي لمواكبة تطلعات ولاة الأمر في تنمية الوطن والنهوض به في النواحي كافة لتحقيق رؤية المملكة 2030, وإشراكها في قطار التنمية شراكة فعلية وقيادته جنبًا إلى جنب وشريكًا للرجل. وحرصًا من خادم الحرمين الشريفين على أن تعمل المرأة في بيئة آمنة صدرت موافقته بإصدار قانون لمكافحة التحرش، لتشجيعهن على المشاركة والنهوض بخطط التنمية، ومحركًا لها دون أي سبب يعيق لها الانخراط في تنمية الوطن.
حيث أولت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين، بإشراكهن بداية من مجلس الشورى، وتعيين أول امرأة بمنصب مساعد رئيس مجلس الشورى دكتورة حنان الأحمدي، وتعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، وتبوأت مكانة علمية في إشراكها في قطاع التعليم كمديرات لبعض الجامعات، ومساعدات ونائبات في بعض من وزارات الدولة، ولا ننسى دورهن الفعال في مواجهة جائحة كورونا بتمثيلهن في القطاع الصحي (خط الدفاع الأول) ودورهن البطولي في مواجهة هذا الوباء، حيث تمثل المرأة ما نسبته 70 في المائة من العاملين في هذا القطاع.
ولا ننسى سفيرات الوطن، حيث حظين بثقة مولاي خادم الحرمين الشريفين وتشريف تمثيل الوطن بالخارج, حيث تم تعيين سمو الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، كأول امرأة تشغل منصب سفير في تاريخ المملكة العربية السعودية كسفيرة لدى الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن, وتعيين سعادة السفيرة إيمان المعلمي لدى مملكة النرويج.
وبلا شك فهناك نماذج وتمثيل لسيدات المجتمع السعودي، ممن حظين بشرف العمل في شتى المجالات كانت، السياسية، والمالية والإدارية، والعلمية في شتى تخصصاتها، سواء كانت الأكاديمية، أو كعالمات في فروع العلوم كافة، الطبية والكيميائية والفيزيائية، بل وصلن للعالمية كمهندسات في صناعة الصواريخ والمراكب الفضائية، ومجالات الهندسة، والذكاء الاصطناعي، وتعدى ذلك وصولهن لوزارة العدل، والنيابة العامة، ووزارة الداخلية، والحرس الملكي، والسوق الاقتصادية المالية، والبلديات، وفي جميع مجالات العمل العامة والخاصة، لنماذج مشرفة كثيرة لتمثيل الوطن، وهو ما لا يتسع المجال لذكره.
فهنيئًا لكِ ابنة المملكة العربية السعودية، ودربك أخضر، كراية عز بلادي، باليوم العالمي السعودي للمرأة الذي حق فخرًا أن نستحضر هذه الصروح والأمجاد، ونشكر ولاة الأمر على هذه الثقة العالية التي حظيتن بها من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله-، وكلل ربي سعيه بالتوفيق، وأراه ما يطمح ويسعى من أجله، لرفعة الدين والوطن.