سليمان الجعيلان
كان - وما زال - فريق الهلال يقدم نفسه أمام منافسيه داخل الملعب، وخصومه خارج الملعب بأنه لغز محير، ومعادلة صعبة في تقييم أدائه وتقدير قوته، فمرة يعتقدون أن السر في انتصاراته هو إمكانيات لاعبيه الأجانب، وفي أخرى يجزمون بأن الفضل في بطولاته هي لقدرات عناصره المحلية، ولكن في كل مرة يتناسون كبرياء الهلال، وهو الرهان الذي يراهن عليه الهلاليون والرياضيون العقلانيون في عدم انكسار واستسلام الهلال مهما كانت قوة الظروف، وفي إصرار واستمرار الهلال على المنافسة واستعادة الصدارة مهما كانت حدة السيوف، وأعني هنا سيوف حساب نادي الوحدة في تويتر، وهو ما تحقق في الجولة الماضية من مسابقة كأس دوري الأمير محمد بن سلمان بعد أن استطاع الهلال أن يتغلب على فريق الوحدة برباعية مستحقة، وأن يستعيد الصدارة بجدارة، ولكن ربما تكون مؤقتة!!.. نعم، قد تصبح صدارة الهلال مؤقتة إذا لم يبادر ويسارع الجهاز الفني في الهلال في معالجة الأخطاء الدفاعية، وترميم الخطوط الخلفية لفريق الهلال. لا أقول لإيقاف الهجمات على الهلال، بل لتقليل سهولة الوصول لمرمى الهلال وتسجيل الأهداف في شباك الهلال بطريقة أقل ما يقال عنها إنها مزعجة!!.. وكذلك قد تصبح صدارة الهلال مؤقتة إذا لم تستشعر إدارة الهلال شناعة وفداحة الأخطاء التحكيمية التي يتعرض لها الهلال من بعض الحكام وغرفة الفار، وأدت إلى تعثر الهلال في بعض المباريات، ولم تبادر وتسارع إدارة الهلال في التنسيق والترتيب مع الأندية الأخرى في إحضار حكام أجانب لقيادة مباريات الهلال في بقية الجولات لمنع تضرر الهلال من قرارات بعض الحكام، ومن أخطاء حكام غرفة الفار!.. وأيضًا قد تصبح صدارة الهلال مؤقتة إذا فشل وعجز الجهاز الإداري في فرض الانضباط داخل الفريق وتساهل وتهاون مع تصرفات بعض لاعبي الهلال غير المسؤولة كما حدث من المدافع علي البليهي في مباراة الهلال أمام الرائد عندما أحرج مدربه وزملاءه، وكاد يكلف فريقه خسارة النقاط الثلاث بتصرفات أقل ما يقال عنها إنها غير مسؤولة!!
وكذلك قد تصبح صدارة الهلال مؤقتة إذا لم يستفد ويستغل لاعبو الهلال الخطوات التصحيحية الفنية التي أقدمت عليها إدارة ناديهم، وإذا لم يشعروا ويحسوا بالمسؤولية تجاه فريقهم، ويعلموا ويعرفوا أن استعادة الصدارة كانت مهمة، ولكن يبقى الأهم وهو المحافظة عليها حتى النهاية حتى لا يتكرر ما حدث في البداية عندما تصدر الهلال بفارق نقطي كبير عن أقرب منافسيه، ولكن فرط لاعبو الهلال بالنقاط في بعض المباريات.
وعلى كل حال، اعتدنا وتعودنا أن العمل الإداري والفني في منظومة الهلال هو عمل تراكمي وتكاملي، فإذا اختل أو اختلف أي منهما انكشف العمل الإداري، وتأثر الأداء الفني في الهلال؛ ولذلك المسؤولية مشتركة وجماعية بين الجهاز الإداري والفني واللاعبين لتعويض جمهور الهلال عن الإخفاقات الماضية، خاصة أن المجموعة نفسها باستثناء الجهاز الفني الذي استغني عنه هي من طوعت الآسيوية السابعة، وهي من حققت الثلاثية التاريخية، وبإمكان هذه المجموعة مواصلة نجاح اعتلاء ترتيب الدوري في الجولة الثالثة والعشرين بالمدرب الجديد، والتفوق حتى الجولة الثلاثين، وحينها تكون الصدارة مؤكدة ومستحقة، وتصبح إدارة ومدرب ولاعبو الهلال وصلوا للكمال، وحققوا المنال بتحقيق الدوري الاستثنائي للمرة الثانية على التوالي!