أُقبّل موطئ قدميك أماه
في القرية
الجاثمة على الطرف الآخر
من جبل هار ومسن
أسترجع الذكريات
في الطرقات
وفي المزارع
والأحواش
بما يشبه النحيب
عسى أن الملم منها صدى صوت أمي
أحاول أن ألتقي ببقايا أحلامها وأمنياتها
في أي مكان
على شرفات بيتنا القديم
وأبحث عن تعبها في طرقات القرية.
أُقبّل موطئ قدميها في الطرقات
في المزرعة
وجوار البئر
وعلى طريق رحلاتها لسقاية الماء
من البئر إلى ضماء البيت والأطفال والجيران
أُقبّل موضع يدَيها
المخضبتين بالطين
وآلام السنين
لحرث الأرض
وسقيا الزرع
ثم تعود
إلى البيت
لتشعل الفنائل في فوانيس بيتنا القديم
كأنما تضيء القرية بالقناديل والنور
وتضيء عقولنا بالنور والأمل
علنا نستذكر بعض الدروس
وتحث فينا الهمم
لتفرح بالمراكز الأوائل بين الصفوف
وفي الصباح الباكر
توقظ البيت إلى الصلاة
وإلى المدرسة وفي أيدينا
(كسرة الخبز) المليئة بحنانها
ومساعدة أبي على شظف الحياة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أماه
القرية بعدك متوشحة بالسواد
جاثمة على كفيها بالأحزان
سجادة الطهر مطوية على الرفوف أماه
أزهار مزرعتك ذابلة الأغصان
ورودها يابسة
دموعنا فاضت بالأوجاع
دموع رفيقاتك لم تنضب أماه
وأكف الدعاء لم تتعب ولم تمل أماه...
** **
- ابنك: مجيب الرحمن العمري