محمد آل الشيخ
لا أعتقد أن ثمة مرحلة من الانهيار الشامل قد وصلها لبنان منذ أن تأسس مثلما يمر به الآن. آخر الأخبار تقول إن سعر صرف الدولار الأمريكي وصل إلى 14000 ليرة، ومع ذلك لا تستطيع الدولة الوفاء بالتزاماتها النقدية.
البنوك مغلقة، وتمتنع عن سداد أموال المودعين، وليس ثمة دولة تُلزم البنك بسداد حسابات المتعاملين. أما كورونا في لبنان فأنها كصيارفة السوق السوداء تلقاك في كل زاوية. فقط هم السياسيون الذين يحتلون شاشات محطات التلفزيون بأناقتهم التي فاقت أناقة عارضي الأزياء في أوروبا، ينظرون، ويتخاصمون، ويلقي كل منهم على الآخر مسؤولية ما حدث بالبلد، ومعها يكيلون الشتائم والسباب للدول العربية التي تركتهم في غيهم وسرقات سياسييهم يعمهون.
بيروت هذه الأيام أصبحت مثل الحسناء فائقة الجمال التي أصيبت بالجذام، فحوَّلتها إلى ما يشبه امرأة قدمت للتو من هيروشيما بُعيد قصفها بالقنبلة الذرية.
تسأل : من المسؤول؟.. يجيبك جبران باسيل (صهرو) لرئيس الجمهورية الجنرال عون : يا خيي هيدا ثمن الصمود والتصدي في وجه العدو الغاصب إسرائيل، ولو أننا قبلنا بالذل والمهانة والخنوع لكانت لبنان مثلما كانت أيام العز!.. لكن قدرنا أن نكون ضحايا لمؤامرة عالمية. ويضيف : لكننا لن نركع ولن نستكين، واللي بدو يصير يصير.
لبنان في العصر (العوني) هذه الأيام يمر بمرحلة لم يعرفها قط في تاريخه منذ الفينيقيين وحتى اليوم، فالحلف الشيطاني بين الرئيس الخواجه عون والسيد حسن يقتضي أن يُذبح لبنان من الوريد إلى الوريد، لتستقر أوضاعه راكدة في القاع، فالمحتلون الفرس الذين يمثلهم (الشاطر حسن) يصرون على سحق لبنان حتى يستكين السيد بايدن في البيت الأبيض ويُفعل من جديد الاتفاقية النووية، ويطلق يد إيران كي تسرح وتمرح في البلدان العربية، أما الرئيس نبيه بري أقدم رئيس برلمان في العالم فيقول: الأغلبية في البرلمان هي الفيصل، ونحن - (أي أمل وحزب الله والمتحالفون معهم - هم الأغلبية، وطالما أن الأغلبية معنا، فليذهب لبنان إلى الجحيم، ويعلق (هيك بدا الأكثرية ونحن بلد ديمقراطي)!
يسأل لبناني (مُعتّر) : لماذا في مؤتمر الطائف جرَّدوا جميع الفرقاء المتقاتلين من أسلحتهم، وأبقوا على سلاح حزب الله؟.. فيجيب أحد فطاحلة المحللين اللبنانيين : كان هيك بدو حافظ الأسد، من أجل أن يمرر مقررات مؤتمر الطائف، ويتمكن المسيو رفيق الحريري لأن يكون رئيس حكومة. ثم يسأل : ومن الذي اغتال الرئيس الحريري؟.. فيجيب معتّر آخر: حزب الله بعد أن أوعز إليه حافظ الأسد ثم هلك.
وبعد.. لبنان قضية معقدة ومتشابكة، وهي منذ أن تكونت أرادوها دولة وظيفية في المنطقة، أما الآن فانتقلت وظيفتها إلى (دويلة) أخرى، هذا كل ما هنالك وبس.
إلى اللقاء