م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الجمال ليس مجرد صورة مكونة من ملامح فقط.. وإلا لأصبحت الدمى هي ملكات الجمال.. الجمال مُكَوِّن حركي في المقام الأول.. سواء حركات الملامح أو حركات التفكير أو حركات الأداء العضلي أو السلوكي.. الجمال يتحرك بذاته ويحرك من يراه.. الجمال هو حركة الروح وما تشيعه.. وحركة الروائح وما تبثه.. وحركة الصوت وما تقوله.. وحركة اللمس وما تمسه.. فللجمال لون ورائحة وطعم ونكهة وحضور.
2. أيضاً الجمال ليس القشرة الجلدية الخارجية أو التكوين العضلي أو الهيكل العظمي.. بل هو ما تشيعه تلك المكونات مجتمعة وكيف يراها المتلقي.. وبقدر ما أن الجمال ليس السطح الخارجي فقط فإن رؤية الجمال لا تعتمد على الشخص الجميل ذاته، بل تعتمد على العين التي تراه.
3. هناك جمال حلو وهناك جمال بلا حلاوة.. والحلا في الإنسان ذكراً أو أنثى أهم من الجمال وأبقى.. فالجمال يذهب مع العمر بينما يبقى الحلا في الإنسان حتى يموت.
4. الجمال قضية جدلية نسبية.. فما تراه جميلاً قد لا أراه مثلك.. بينما الحلاوة خليط من النعومة وخفة الدم وجمال الروح وطراوة الحديث تؤدي إلى القبول.. من هنا يعتمد الحكم بالجمال على المنطقة الجغرافية وسمات أهلها.. أما الحكم بالحلاوة فهو اتفاق بشري عام.
5. جمال المظهر هو تَفَوُّق ملامح الوجه وشكل القوام على جمال الروح.. أما الحلاوة فهي تفوق جمال الجوهر على جمال الوجه والقوام.. أي أن الجمال ظاهري سطحي قشري.. أما الحلاوة فهي عميقة تستتر تحت قشرة السطح الظاهر.
6. جمال تقاطيع الوجه والقوام لها مقاييس متفق عليها مثل: سعة العينين، والفم، واستقامة الأنف، واستواء الحاجبين، وامتلاء الوجنتين، وصفاء البشرة، وغمازة الخدين، ومقاس الصدر والخصر والأرداف، واستدارة الساقين ... إلخ.. بينما الحلاوة لا تخضع لمقاييس، بل هي مزيج مركب.. فيمكن أن ترى الحلاوة في وجه ذي أنف معوج أو كبير وعينين صغيرتين وفم واسع.. لكنها مجتمعة كوَّنت وجهاً يلقى القبول والحب من المتلقي.
7. وصف الجمال يطلق على الأشكال والمظاهر البصرية المشاهدة بالعين.. بينما وصف الحلاوة يطلق على الأمور والأشياء المحسوسة بالتذوّق واللمس والرائحة والإدراك.. فالمذاق باللسان كالسكر مثلاً يوصف بالحلاوة.. والمشاهدة بالعين للوحة الفنية مثلاً توصف بالجمال.. وكذلك يوصف المنظر والديكور واللباس والخط والتصميم بالجمال.. أما الطعام والشراب والمزاج فتوصف بالحلاوة.