فوزية الشهري
خبر انتحار الحارس الشخصي للرئيس التركي أردوغان الذي ترك رسالة يطلب فيها كوصية أخيرة له ألا يحضر جنازته أحد من رؤسائه، باستثناء قائد واحد من الشرطة، وأشار في رسالته إلى ما تعرض له من تهديدات وإهانات أثناء العمل، ويقول الحارس الشخصي في رسالة انتحاره: «ينبغي أن تتعاطى مع موظفيك بطريقة أحسن، بدلاً من إهانتهم، وتحقيرهم، وتهديدهم بالفصل التعسفي وإذلالهم، كل إنسان له كبرياؤه وكرامته، ولم أستطع تحمل هذا الكم من الإهانات.
كلمات موجعة تحمل رسائل كثيرة وتصف حال الداخل التركي، وهي مؤشر لمعاناة الشعب التركي وحالة البؤس التي فرضتها عليهم سياسة أردوغان وحزبه، سواء اقتصادياً أو اجتماعياً.
هذا الحادث واحد من آلاف حالات الانتحار في تركيا، وحسب تقرير أعدّه حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، عن ارتفاع نسبة الانتحار في البلاد خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه رجب طيب أردوغان. ووفق التقرير الذي استعرضته نائبة رئيس الحزب جمزة أقكوش إيلجازدي، فقد كانت هناك زيادة بنسبة 48 في المئة بحالات الانتحار.
ونشرت صحيفة «زمان» التركية عن إيلجازدي قولها: «كل أسبوع يموت ما لا يقل عن 65 مواطناً، كما أضافت أنه في فترة حكم حزب العدالة والتنمية لتركيا بلغت نسبة الانتحار 19 في المئة من نسبة الأشخاص المتوفين، وتابعت «65 حالة انتحار في كل أسبوع، بين عامي 2017 - 2019، وفي فترة نظام الحكم الرئاسي، انتحر 9916 شخصاً في عموم تركيا، ويشكل هذا العدد وحده 19 في المئة من عدد الوفيات في الفترة ذاتها، فيما وصل إجمالي حالات الانتحار في فترة حكم العدالة والتنمية بين الأعوام 2002 - 2019 إلى 53 ألفاً و425 حالة. وتابعت «بينما انتحر 232 شخصاً في عام 2017 لأسباب اقتصادية، ارتفع هذا العدد إلى 312 في عام 2019، هناك أكثر من 10 تقارير انتحار في الأيام العشرة الماضية، والتي ذكرت في الصحافة فقط، أخبار الانتحار التي كانت تأتي كل يوم في أيام الوباء هي أيضاً نذير أسود في بيانات 2020.
أرقام وتقارير صادمة وصاحب الخطابات العاطفية العازف على وتر الدين والخلافة الإسلامية والمتاجر بقضية فلسطين والأقصى يتجاهلها، ومازال غارقاً في أحلامه التوسعية على حساب الدول المجاورة وإثارة الأزمات وافتعال الحروب فيها.
أردوغان بشخصيته البرغماتية المتلونة المتناقضة وعقليته المتقلبة استخدم كأداة سواء في سوريا والعراق أو ليبيا، وذلك بتدخله العسكري فيها ولم تكن بقية دول العالم العربي بمنأى عن سياسته العنجهية وخطابات التهديد التي يكررها في كل مناسبة.
ربما كان أكثر من ناصب العداء للمملكة وحاول برحلاته المكوكية الإضرار بها وتشويه صورتها وصورة قيادتها، وسعى بكل قوته للتقليل من مكانتها الريادية الإسلامية، ولم يتوقف عند هذا الحد بل واصل محاولاته الهستيرية للإضرار بالمملكة، والتي كان من أبرزها تصريحه عند استهداف بقيق وتبرير جريمة الحوثي ذراع إيران في اليمن، وكذلك مقالته في «الواشنطن بوست» التي كتبها بحبر الزيف والكذب ضد السعودية وقيادتها.
هل يا ترى سيتطوع ويفاجئنا السيد أردوغان بكتابة مقال عن انتحار حارسه الشخصي والأسباب التي دفعته إلى ذلك؟ أو عن أسباب زيادة نسبة الانتحار في تركيا؟ أو عن الأزمات الاقتصادية التي تمر بها تركيا ومن المتسبب بذلك؟؟ نتمنى ذلك.
والآن حال أردوغان يشبه حال كل من حاول معاداة السعودية فينقلب خاسئاً ذليلاً، يرسل رسائل الود يستعطف بها مملكة العز، والأيام حبلى.
الزبدة:
ما ينسينا الخطا حب الخشوم
ولا يطهرك المطر عشرين عام