د.عبدالعزيز العمر
كل الذين انتقدوا تعليمنا، وجهَّوا سهام نقدهم نحو ظاهرة «الحفظ»، فلا تكاد تقرأ رسالة علمية أو مقال تربوي إلا وتجد صاحبه يستهجن الحفظ ويصب جام غضبه على ظاهرة حفظ وتذكر المعلومات باعتبارة ممارسة تدريسية لم تعد مقبولة تعليميًا في ظل ما يشهده التعليم في هذا العصر من تطور وتقدم على مستوى السياسات والممارسات التعليمية، فهل الحفظ بهذا السوء فعلاً الذي يتحدث عنه بعض نقاد التعليم. الإجابة باختصار شديد هي: لا مشكلة في ممارسة الحفظ طالما أدرك المعلمون أين ومتى وكيف يستخدمونه. المؤيدون لاستخدام الحفظ بشروطه يشيرون دائمًا إلى النتائج المبهرة لطلاب مدارس تحفيظ القرآن على الاختبارات المقننة، مقارنة بنتائج طلاب الثانويات العادية. كما أن المؤيدون للحفظ (بشروطه) يذكرون المثال التالي: تخيل أنك تتحدث إلى طفل يخلو دماغه من أي نص قرآني أو حديث نبوي أو أنشودة أو قصيدة أو قصة يرويها، حتمًا ستجد نفسك أمام طفل متردد ومرتبك ذي شخصية مهزوزة. ومن أبرز إيجابيات الحفظ أنه يزيد من ثروة الطفل في مفرداته اللغوية، وبالتالي تنمو لديه القدرة على الحوار وتقديم الحجج والأدلة التي تؤيد موقفه. يقول المفكر التربوي قاردنر رائد توجه «الذكاء المتعدد» أن اللغة هي أحد أهم جوانب الذكاء (الذكاء اللغوي).