قال المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام في جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز الدكتور عيسى بن خلف الدوسري إن العقول هي وعاء الأفكار ومحضنها، وهي أكبر استثمار بشري وأهمه، فإذا تُركت لتنطبع بكل ما هو متاح من أفكار وآراء دون توجيه أو إرشاد أو توعية أو تبصرة؛ أصابت الأمم إصابة بالغة. وأكد الدكتور الدوسري على أهمية الوعي وبنائه، وتشكيل العقول والحفاظ على هويتها، وحمايتها من كل فكر مسموم أو مشبوه من شأنه أن يقلب هذه العقول لتكون وبالاً بدلاً من أن تكون صانعة نهضة وحياة. مؤكدًا على أن الوعي صناعة أهم بكثير من الصناعات الحرفية والمهنية، وعلم يضاهي كافة العلوم التجريبية والنظرية، ومصنع هذه العقول ومشكل اتجاهات الوعي فيها هو التعليم، مشيراً إلى أن وزارة التعليم في المملكة أدركت أهمية الاستثمار في رأس المال البشري وثروة هذا الوطن وأهمية تنميته والحفاظ عليه، وهو عقول أبنائنا، للحفاظ عليها وبناء هويتها وحمايتها من كل الأفكار الشاردة التي تفسد العقول وتوجهها وتتحكم فيها. لقد أدركت وزارة التعليم في المملكة أهمية بناء هذه العقول وتشكيلها ليس فقط علميًّا ومهنيًّا - وإنما تربيتها على التمييز بين الأفكار والإدراك الواعي لحقيقة الخطر الداهم الذي يحيط بالأمة من كل اتجاه، خاصة هذا الاتجاه الفكري. وقال الدكتور الدوسري إذا استطاع أعداء هذا الوطن اختراق العقول وتشكيلها فقد حُسمت لها المعركة دون أي تكلفة أو خسارة، وإذا تكسرت أهواؤهم وأفكارهم وشبهاتهم على صخرة هذه العقول الواعية فقد باءوا بالخسران المبين.
لقد استلت وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية سلاح الوعي لتقف جنبًا إلى جنب مع قوات هذا الوطن المدافعة عن أراضيه على خط المواجهة، فراحت تدافع عن عقول أبنائه وتحميهم من حرب الوعي المستعرة، فتسقط شبهاته واحدة تلو الأخرى تمامًا كما تُسقط قواتنا المسلحة طائرات العدو ومعداته، لقد انتهجت وزارة التعليم تكتيكًا عسكريًا مهمًا وسلاحًا فتاكًا في حرب الوعي وهو قرار إنشاء وحدات التوعية الفكرية بالجامعات والمؤسسات التعليمية لتكون هي المضادات الفكرية لأية محاولة اختراق للعقول أو إثارة للشبهات، فنصبت بطاريات صواريخها الدفاعية في الجامعات والمؤسسات التعليمية، لتكون سريعة الردّ بالغة التأثير، تصيب الهدف ولا تخطئه، مبينًا أن الدور الذي ستلعبه هذه الوحدات ليس بالدور اليسير ولن يقف عند حدود صد الشبهات والانحرافات وبيان زيغها وإنما سيتجاوز ذلك إلى صناعة الصورة الذهنية الحقيقية وبنائها بنيانًا راسخًا في عقول أبنائنا وتشكيلها بالشكل الصحيح المناسب مستخدمة كافة الإمكانات المادية والتقنية والتربوية وكذلك الدلائل المنطقية والعقلانية وثوابت بلادنا الراسخة الضاربة في عمق التاريخ والحضارة؛ لترسيخ الوعي الصحيح وتأصيله، داعيًا كافة الجهات والوحدات والأقسام والإدارات إلى تكاتف الجهود مع هذه الوحدات لتؤدي دورها في انسجام ومرونة وتتغلغل في كافة مناشط الحياة التعليمية لتشكل بيئة مثالية واعية تتحطم على أسوارها تلك الشبهات والانحرافات المضللة.