د. خيرية السقاف
يتسلق جدارًا, رآه فتوقفت خطاه عن سيره..
حارت عيناه بين معصم يده وجدار جاره القريب من داره..
أيتم سيره كيلا يتأخر عن موعده؟, أو يركض إلى هذا المتسلق الجدار,
وفي دخيلته يتضارب التأويل؛
ما الذي يريد هذا الرجل؟ سرقة ما في البيت؟, الاعتداء على من فيه؟, الاختباء أو الاحتماء؟, الحاجة لمأكل, أو كساء, أو الإيواء؟!..
لمعت خاطفة هذه الثلة من الأفكار في ذهنه قبل أن يقفز, ويقطع الشارع في خطوة لا تقل سرعة عن إيهام لاعب السيرك, وقبل أن تمتد يده لطرف ثوب المتسلق ليقبضه كان قد اختفى جسده داحل السور,
ثوانٍ والتفت وهو في حيرته, وتساؤله إلى يد تربت على كتفه؛
أين أنت يا جارنا العزيز؟ منذ زمن طويل لم نرك؟...
كان صاحب البيت هو الذي تسلق جدار بيته ليفتح بابه بعد أن نسي مفتاحه في الداخل,
تفضل معي حياك الله,
لكن الوقت قد أزف لعله يلحق بعربة أجرة لتقله إلى المحكمة..
حيث يتجه إليها لجلسة حكم في قضية من سرق مفتاح خزنة مكتبه!!...
* * *
لم تكن هذه الواقعة قصة من الخيال لا تخضع لشروط القص الحديثة!!..
ولا من بنات أفكاري..
ولا لاستلهام فكرة أو عِبْرة..
وإنما هي واقعة قد حدثت, من شريط خطوات البشر على الأرض,
فيها الكثير, الكثير
تشحذ إلى دواليب ودواليب لتدور وتدور!!...