عثمان أبوبكر مالي
أثار الأمريكي (غاد شامغاد) مشاعر كثير من الاتحاديين والرياضيين المهتمين وعشاق لعبة كرة السلة من خلال تصريح صحفي أبدى فيه تأسفه على حال فريق السلة بنادي الاتحاد والحال التي وصل إليها، وقلقه الكبير وتخوفه من مستقبله بعد انهياره الكبير، وهو الفريق العملاق صاحب الصولات والجولات والبطولات المحلية والإقليمية والقارية، وأكثر فريق حقق الألقاب في اللعبة على مستوى المملكة، حتى عرف بـ (فريق الأحلام)، وذلك على مدى سنوات طويلة تتجاوز الستين عامًا، وأجيال عدة تصل إلى خمسة أجيال، غير أنه عانى إهمالاً كبيرًا في السنوات الماضية من الإدارات المتعاقبة، وزاد الإهمال في العامين الأخيرين بشكل لم يحصل من قبل، أدى إلى أن يدخل الفريق مرحلة الخطر والمنافسة على عدم الهبوط إلى الدرجة الأولى!!
وجَّه (شام قاد) رسالة من خلال تصريحه إلى زملائه السابقين قال فيها (غير معقول أن يكون وضع سلة الأحلام على هذا النحو البعيد عن البطولات، هذا الفريق ولد بطلاً وليكون بطلاًَ لآسيا، ويجب العمل بقوة ليستعيد مكانته).
المكانة التي يتحدث عنها هذا الأمريكي، الذي أسهم في صنع فريق الأحلام عندما لعب له الفترة من (2002-205) وهو اليوم مدرب في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA) والمتخصص في (الدربيل) وسبق أن تم اختياره في (NBAdraft) المكانة التي يقصدها هي الإنجازات التاريخية التي حققها ولم يصل إليها أي فريق سعودي آخر، إذ تبلغ مجموع بطولاته (الرسمية) 48 بطولة، منها 16 دوري و13 بطولة كأس و10 بطولات النخبة و7 بطولات خليجية خمس منها في الدوري وبطولتان في الكأس وبطولة عربية واحدة ومثلها آسيوية وهو الفريق السعودي الوحيد الذي حقق لقباً عربياً وآسيويًا في اللعبة، ولذلك فإن كل متابع للعبة ومحب لنادي الاتحاد يعتريه الأسف الشديد والحسرة الكبير على الحال التي وصل إليها، وهي مهيأة لمزيد من التراجع والانكسار والهبوط، ما لم يتم تدارك وضع بشكل سريع من قبل (رجالات وأبناء اللعبة ورموزها المعروفين) في النادي، والمؤكد أنهم أكثر من يتحسر ويتألم، ولكنهم مع الأسف يتفرجون، وهذا غير مقبول إطلاقاً.. فما هو الحل إذًا؟!
قبل ذكر الحلول ألخص هنا في نقاط الأسباب التي جعلت اللعبة تتهاوى وذلك على حسب ما رآه بعض المهتمين بها، وهي:
- إهمال الإدارات المتعاقبة لها وتجاهل مطالبها وطلبات واحتياجات لاعبيها.
- تعاقب مشرفون وإداريون ومدربون لم يكن همهم بعضهم سوى مصالحهم، ولم يعملوا للحفاظ عليها وغرس ثقافة ومبادئ الأسس التي قامت عليها الأجيال السابقة من حب واحترام وانضباط داخل الملعب وخارجه.
- طريقة تعامل الإدارة مع اللعبة وتفضيل لاعبين على غيرهم، وعدم وجود نظام (ثواب وعقاب) يطبق على الجميع، مما أدى إلى نفور بعض اللاعبين وانتقال لاعبين وامتناع آخرين عن المشاركة.
- من أقوى الأسباب إهمال وعدم الاهتمام بالدرجات السنية، حتى أن فريق الناشئين هبط إلى الدرجة الأولى مرتين بسبب ذلك قبل أن يعود بصعوبة بالغة.
- تجاهل البنية التحتية لها، فملعب اللعبة (الصالة) لا ينفع مستودعًا في نادي محترم وليس صالة لثاني أهم لعبة في النادي.
كلام مشفر
« أما الحل.. فأغلب الذين تحدثت معهم لا يرون إمكانية أن يكون هناك حل أو يأتي من إدارة النادي (الحالية)، وإنما ينتظرونه من رجالات اللعبة ورموزها المعروفين والذين يمكنهم تبني (مشروع إعادة اللعبة) من خلالهم وتحت مظلة النادي وبموافقة رسمية.
« المشروع هو تكوين (مجلس شرفي) يطلق عليه أصدقاء أو محبي كرة السلة بنادي الاتحاد، يضم بعض الأسماء البارزة والقادرة والراغبة ممن أنجبتهم اللعبة ولعبوا لها من الأجيال الماضية، ومنهم أصحاب مناصب ورجال أعمال وشخصيات اجتماعية بارزة، مثل إحسان أبو غزالة (المدير التنفيذي لشركة البيك للأغذية) والأستاذ فريد زاهد والدكتور عمر الخولي (المحامي المعروف) والأستاذ عبد الرحمن فلاته والكابتن محمد خميس والسيد هاشم البار والكباتن على السنحاني وحسن عطا الله وغيرهم ويرأسها شخصية ذات اطلاع وتجارب مثل المهندس اللاري.
« تشكيل جهاز تنفيذي يضم أسماء خبيرة تعمل جنبًا إلى جنب وبتوجيه من المجلس الشرفي يرأسه (مثلاً) فريد زاهد ويضم أسماء شابة مثل علي السنحاني وحسن عطا الله وعبد الرحمن شاهين وعلي المغربي وأحمد قاسم وغيرهم ممن ترغب ويوافق عليهم المجلس.. وهذا مجرد اقتراح.