سهوب بغدادي
تزامنًا مع أسبوع البيئة يجدر الذكر والتذكير أن الجهات المعنية في هذا السياق في المقام الأول هي وزارة البيئة والمياه والزراعة، ويتداخل في العمل بعض الكيانات الأخرى، كالأمانات والبلديات وغيرها، إلا أن الشؤون البيئية قد تتطلب تدخلاً سريعًا للحفاظ على الأمن والأمان وسلامة العامة.
من هنا لفتني نشاط القوات الخاصة للأمن البيئي التابعة لوزارة الداخلية السعودية، ويبرز عملهم في نواحٍ مختصة عديدة، من أهمها المراقبة والتوعية وفرض العقوبات مثلاً في تشغيل محازات صيد خاصة بدون ترخيص، أو استخدام المزارع والاستراحات للصيد البري، أو استخدام حيوانات فطرية مجهولة المصدر داخل المحازات، أيضًا مخالفة أنظمة الرعي وبيع الموارد الطبيعية كالحطب وغيرها. وقد تصل العقوبات إلى مليون ريال. كما يعد نقل التربة وتجريفها دون تصريح مخالفة يعاقب عليها القانون. كل ذلك يصب في سبيل الحفاظ على البيئة، عناصرها ومكوناتها، والسعي الحثيث لحماية الحياة الفطرية الفريدة والنادرة في المملكة والمحميات.
إن مفهوم البيئة تكاملي بين الجهات الحكومية والمختصة والمواطن على حد سواء؛ لما في إهمال البيئة من تداعيات مختلفة على جميع مكوناتها. ولنا في الجائحة العالمية بتفشي فيروس كورونا مثال حي على تأثير الحيوانات والكائنات الحية على جودة الحياة وحياة الإنسان كلها. إنما يجدر التعريف بمثل هذه الكيانات بشكل أكبر؛ فلم أعرف عن القوات الخاصة للأمن البيئي سوى عن طريق المصادفة المحضة. أيضًا وجدت أن آلية البلاغات المتعلقة بالبيئة والحياة الفطرية من خلال رقم 911 الموحد قد تتداخل مع عمل وزارة البيئة على الخط الساخن لتلقي البلاغات بخصوص الإساءة للحيوانات وتعنيفها كالسحل والتعذيب و(التسميم)، وقد تكون الطريقة المثلى هي بتوحيد الرقم ومركز البلاغات؛ ليصبح مركز البلاغات الموحد للبيئة والحياة الفطرية بالاشتراك بين وزارة الداخلية ووزارة البيئة والجهات المعنية، وذلك من خلال تحويل الحالة إلى جهة من الجهات الآنف ذكرها لمباشرة الحالة، بهدف حفظ الموارد والوقت والجهود بإذن الله الحفيظ.
بشكل عام، أجد أن العناية المتنامية من الجهات والكيانات الفاعلة والمواطنين بالبيئة والحياة الفطرية أمر مبشر بالخير، ودلالة على التفكير الواعي للحاضر والمستقبل.