زكية إبراهيم الحجي
مَن يسقي حشائش المؤامرات ويغذي هذا الوباء الخطير؟ وما دور الإعلام، خاصة الإعلام الخارجي، في التصدي لمؤامرات القوى المعادية ومواجهة، الإعلام المضاد الذي يطلق الشائعات والأكاذيب ويزيف الحقائق؟.. ما هو دور الإعلام الخارجي في دحض كل ما تروّج له أبواق الفتنة الخارجية، وترمي بسهامها المسمومة صوب المملكة العربية السعودية قلب العالم الإسلامي؟
تواجه المملكة العربية السعودية بين فترة وأخرى حملات مسعورة من اتهامات ودسائس ومؤامرات، تشنها حكومات بعض الدول في إطار الضخ الإعلامي في هذا المسار، وتشاركها في ذلك عدد من منابر إعلامية معادية، تخطط لحملات إعلامية منظمة، وتحيك خيوط خبثها في الدهاليز المظلمة لاستهداف السعودية وقيادتها وشعبها، والإساءة لها، والتقليل من مكانتها وشأنها.. إلا أن السعودية التي عُرف عنها الصبر والأناة والتعامل بحكمة لا تأبه بكل ما يصدر من تحالفات الشر.. تمضي في طريقها بكل ثقة وشجاعة.
لا جدال بأن أخطر ما تواجهه المملكة العربية السعودية اليوم هو حملات الإعلام المضاد الممول من دول معادية للسعودية، وأن ما تبثه الأبواق الإعلامية المستأجرة من كذب وتحريض وتضليل وتزييف للحقائق، من خلال سياستها وبرامجها التي تهدف إلى زعزعة استقرار وأمن السعودية والنيل من نجاحاتها على الصعيد الاقتصادي والسياسي، كل ذلك يعود إلى القوى السياسية الخارجية والمعادية للسعودية؛ فهي البوصلة المحركة للإعلام المضاد الموجه لوطننا. والحكومة السعودية بقيادة الملك سلمان - حفظه الله - وولي عهده محمد بن سلمان - رعاه الله - قادرة على إفشال كل مخططات وأفكار الإعلام المضاد ومن يدعمه من دول تضمر الشر والعداء للمملكة العربية السعودية.
بناء على ما سبق فلا مناص بوجود علاقة وثيقة بين الإعلام والسياسة، فحينما توجد السياسة يوجد الإعلام.. لقد أصبح الإعلام يدخل في صميم العمل السياسي على المستوى الداخلي والخارجي، وباتت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها فاعلاً أساسيًّا في المشهد السياسي؛ إذ إنها تمتلك قوة مؤثرة في تشكيل رؤية العالم لنا، وتشكيل رؤيتنا للعالم المحيط بنا.. الإعلام قوة ناعمة، فكما «يمثل قوة هجوم فهو يمثل قوة دفاع وحماية»؛ لذلك فإن الإعلام الخارجي رهان قوي في التصدي لمؤامرات القوى المعادية ولحملات التشويه التي تشن تجاه المملكة العربية السعودية. فرغم ما تمتلكه السعودية من مقومات وأساليب وآليات عالية الكفاءة، وكوادر إعلامية وطنية متميزة في عطائها، ويعتمد عليها داخليًّا وخارجيًّا.. ورغم وجود مكاتب إعلامية سعودية في معظم دول العالم، إلا أن هناك قصورًا وضعفًا في التحرك الإعلامي الخارجي لمواجهة الحملات الإعلامية الشرسة التي تواجهنا، والتصدي للمخاطر الناتجة عنها.
رسالة موجزة أوجهها لوزير الإعلام المكلف مع كامل الاحترام والتقدير: لا شك أنكم - رعاكم الله - تعلمون قوة تأثير الإعلام بشكل عام على الرأي العام على المستويين الداخلي والخارجي، لكن ما ينقصنا هو تفعيل ودعم الإعلام الخارجي، فلماذا لا يكون هناك استثمار في إنشاء وسائل إعلام بلغات الدول المختلفة؛ وذلك لمخاطبة الشعوب وحكوماتهم بلغاتهم؟ ثم لماذا لا يوجد لدينا قنوات فضائية متخصصة وموجهة لدول العالم، تتبنى استراتيجية عملية لمواجهة الحملات الإعلامية المضادة، ومواجهة الصورة النمطية السلبية التي يشكلها الإعلام المضاد بين فترة وأخرى، وتوضيح الصورة الإيجابية للسعودية، وإبراز الحقائق للرأي العام العالمي، والتصدي للدعايات الكاذبة والحملات العدائية؟ الإعلام الخارجي رهان قوي التأثير يا معالي الوزير.