أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
بين مَسْقَط رأسي (شقراء) أدام اللهُ عِزَّها، وكَفْرِ (أبو صير) بالقاهرة، وفيها وُلِدَ بَعْضُ ذُرِيَّتي وزوجتي حَرَسَها الله وأدام عِزَّها؛ وهذا الدُّعاءُ للأولاد والزوجة وأبوصيرٍ معاً:
قال أبو عبدالرحمن: وقدْ عَبَّرتُ عن ذلك بقصيدةٍ نالَتْ إعجابَ الحضور مِنْ أهل شقراء والرياض؛ وَقَدْ نَشَرْتُها في جريدة الرياض السعودية في 25/2/ 1399 هجرياً؛ وهذا نَصُّها:
مُكلَّلُ الطَّخْياءُ فوقَ عرائِها
تكتظُ غيداقاً على أخباتِها
قال أبو عبدالرحمن: الطَّخياءُ: السحاب.
إنَّي المُتيَّم في هواها فتنة
أتنشَّقُ النَّسمات من نفحاتِها
فتلوحُ في عيني معق تميمة
ويلوحُ عشُّ طفولتي بجهاتها
طفتُ البِقاع فلم يَطِبْ لي مرتع
في غير ما نفحت رُبى أَيْكاتِها
قال أبو عبدالرحمن: على الرُّغْم من كفر (أبي صير).
وكذا غِراس السِّر في أكنافها
ومفتق الأمعاء من رضعاتها
يا أم إني منك لحن شاردٌ
فيئِّزُ كالسيهوج صوت حداتها
قال أبو عبدالرحمن: السيهوج: الريح.
غادرتُ فيك معب كأسي مُتْرَعاً
وغمرتُ طرسي من رؤى دفقاتها
ولقيت مشبوب القريحة جاحماً
فرأيت أنَّ النجب من عزماتها
للشعر ما سكبت بواريدية
تفتضُّ بكراً من بديهياتها
قال أبو عبدالرحمن: أُسْرةُ (البواريد) تتميَّز بالشِّعر الْعَجِيْبِ الْمُجَنِّحِ.
أنَّى حللتُ رفيف طيفك مؤنسي
فكأنَّ سر الخلد في خطراتها
ورقيق فيضك مثل مائك منعش
ومعيذ صمتي مجتنى راداتها
قسماً بمن برأ السقيم بجانحي
وأفاض في روحي عبير عذاتها
وأناخ فيها للحنيف بطانة
يجتث شانيها صدى وثباتها
لم ينسني بعد المزار وطوله
صرخات ما استهللت من عبراتها
قال أبو عبدالرحمن: ثُمَّ اِنْتَقَلْتُ إلى بَلَدِي الثانية (مِصْر) مسقط رَأْسِ بعض أولادِي، وقد قلتُ هذه الأبيات من قصيدة شعبية على اللحن اللعبوني خاطبتُ بها الأستاذ (راشد الحمدان) وأنا على جناح سفر إلى (كفر أبي صير) المحروس بالقاهرة المحروسة، وقد نُشِرتْ في جريدة الجزيرة عدد 1220 في 24/5/1395 هِجْرِياً؛ وهذا نَصُّها:
لا والله اللي شمعل العارض وشابِ
وتدنت الهقوة يا راشد واعنايه
ما طردت الغي في عزِّ الشبابِ
مير أدعج العينين ضيع لي قدايه
زامي الردفين مفلوج العذابِ
وإنْ ضحك لي بالمودة واهنايه
أقطف المرباع وثبت طنابي
في غزير الجم أنا بدلي رشايه
وأنَّ طول الصدة وليفي وأعذابي
وأن عجل الردة فهو غاية منايه
ما عاد لي بالطرس وتنقيل الكتاب
وش يفيد الترف تريدي القراية
لو يعذل العذال ما حصل منابي
العذل يا ناس لمن هو بالهجاية
لوني غرير قيل ما عليه حساب
واليوم أنا يا ناس عود لي صبايه
ما لكم عذرٍ بتكثير العتاب
وش علمكم يا ربع بيحتوا خفايه
كم طرق هالمطرق نشمي عرابي
دركنه ثم لجلج في اعماية
دركنه بالنواظر والخصاب
نظرة المدعوج يا راشد رماية
كم قتيل في هواهم ما يثاب
في مدارس الحب ناسينه اشلاية
شيخكم شيخ جسور ما يهاب
ينطح الهية على حوض المنايه
لا شك ملهوف الحشا جرحه سطابي
ولا من عوين مجرب يجبر عزايه
طالت الفرقا علينا والغياب
وانتوينا نرتحل ما به رواية
طالت الفرقا وعلقنا الزهاب
لذة النوماس يوم آخذ قضايه
لا دخنا روضته فالكيف طابي
ادحر المدحور ولا يقرب حذايه
قال أبو عبدالرحمن: تَمَّتْ، وبالخيراتِ عَمَّتْ، وأَسِيْرُ الطَّربِ لا يَتْرُك أخلاقه؛ وإلى لقاءٍ قادم إنْ شاءَ الله تعالى, والله المُستعانُ.