د.عبدالعزيز الجار الله
أعلنت المملكة يوم الاثنين الماضي عبر مؤتمر صحفي لسمو وزير الخارجية السعودي نقلته وكالات الأخبار عن مبادرتها لإنهاء حرب: الحكومة الشرعية اليمنية والتحالف العربي ، ضد إيران وميلشياتها والجماعة الحوثية في اليمن.
وتأتي مبادرة المملكة التي لاقت تأييداً من معظم دول العالم بهدف وقف الحرب وإحلال السلام في اليمن، ووقف نزيف الدم اليمني، وقطع الطريق أمام إيران من الاستفادة من استمرار الحرب وتجارة السلاح، وإطالة أمد الحرب، ووضعها ضمن أجندة مفاوضات السلاح النووي الإيراني، فمبادرة المملكة تنطلق من مطالب أمريكية والأمم المتحدة، لوقف أزمة الحرب وفتح مطار صنعاء، تحت مراقبة الأمم المتحدة، وبدء المشاورات بين جميع أطراف برعاية الأمم المتحدة من أجل الحل السياسي، وتنظيم الضرائب والإيرادات الجمركية للسفن في ميناء الحديدة وفق اتفاق سابق.
المواجهة الحقيقية بين الشرعية اليمنية والتحالف العربي ودول الخليج العربية وقوى دول العالم المعنية بالملاحة والتجارة البحرية وإمدادات النفط في البحر الأحمر وبحر العرب وبحر عمان والخليج العربي، وبين إيران والجماعة الحوثية في اليمن وحزب الله وأحزاب شيعية إرهابية، هذه المواجهة تدور معاركها على الأراضي اليمنية، لذا لإيران مصلحة في إطالة أمد الحرب، وبالمقابل فإن المبادرة السعودية هي إعلان لإنهاء أزمة الحرب، ودعوة الأطراف إلى المفاوضات والحلول السلمية، وما دعوة إيران للتقارب مع دول الخليج إلا لكسب الوقت وجعل الحرب قائمة واستمرار حرب الاستنزاف على الحدود.
لذا تبقى المبادرة قائمة لفضح نوايا وأهداف إيران والحوثي أمام العالم، مع استمرار الضغط العسكري على إيران والحوثي في اليمن، حتى لا تتحول اليمن إلى مستودع للأسلحة الإيرانية وملاذاً للميليشيات والجماعات الإرهابية التي تهدد دول الجزيرة العربية، والملاحة البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب، وقناة السويس، وتجارة البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي والمحيط الأطلسي، وأهمها ناقلات النفط.
اليمن هي اليابسة التي تحيط بها البحار والمحيطات، والمضائق والممرات المائية، وتتحرك حولها الملاحة والتجارة الدولية، وإيران تريد أن تخنق العالم عبر اليمن، وتجد في الحوثي الجماعة الإرهابية التي تحقق أهدافها.