واس - تونس:
أقر مجلس وزراء الداخلية العرب في ختام أعماله بالعاصمة تونس أمس إنشاء فريق خبراء عرب معني برصد وتبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية وتحليلها، وآلية استرشادية للحيلولة دون انتقال المقاتلين الإرهابيين إلى مناطق الصراع وبؤر التوتر في المنطقة العربية وتدابير التعامل مع العائدين منهم، إضافة إلى إنشاء لجنة دائمة للإحصاء الجنائي في نطاق الأمانة العامة للمجلس.
كما اعتمد المجلس في ختام دورته الـ38 التقرير الخاص بأعمال جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بين دورتي المجلس السابعة والثلاثين والثامنة والثلاثين، معربًا عن تقديره للدعم البناء الذي تلقاه الجامعة من حكومة المملكة العربية السعودية، بتوجبه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظهما الله-، وعرفانه بالجميل لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس المجلس الأعلى للجامعة على رعايته الكريمة لأنشطة الجامعة المختلفة، وللجهود التي يبذلها سموه الكريم في دعم هذا الصرح العلمي الأمني العربي.
وأصدر المجلس في ختام دورته الثامنة والثلاثين إعلانا تضمن ارتياحه العميق لنتائج قمة العلا التي تؤسس لعهد جديد من علاقات الأخوة والتعاون في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والوطن العربي كافة، وتثمينه عالياً لحكمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسائر قادة مجلس التعاون والدول العربية وحسهم بالمسؤولية وحرصهم على لمِّ الشمل العربي، وتقديره البالغ للجهود التي بذلتها دولة الكويت في هذا المجال.
وأشاد المجلس بالمبادرة القيمة التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية لحل الأزمة في الجمهورية اليمنية، وحث جميع الأطراف على القبول بها لكونها مخرجا مناسبا من الأزمة، يحقق مصالح الشعب اليمني كافة وينسجم مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216. كما تضمن الإعلان إدانة وشجب الأعمال العدائية والتخريبية الممنهجة والمتعمدة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي الإرهابية تجاه اليمنيين والمملكة العربية السعودية وتهديدها للمدنيين والمنشآت الحيوية والمدنية ومحاولات استهداف المنشآت النفطية التي لا تستهدف المملكة ومقدراتها وإنما تستهدف عصب الاقتصاد وأمن الطاقة العالمي.
وعبر المجلس عن تضامنه التام مع المملكة العربية السعودية ووقوفه الكامل إلى جانبها في مواجهة هذه الممارسات والاعتداءات الإرهابية، وتأييده المطلق للإجراءات التي تتخذها لحفظ أمن وسلامة شعبها والمقيمين على أرضها. وأبدى تأييده التام لتحالف دعم الشرعية في اليمن وتثمينه للجهود التي يبذلها من أجل إعادة الحكومة اليمنية، ومواجهة انقلاب ميليشيات الحوثيين الإرهابية.
وأعرب المجلس عن شجبه واستنكاره الشديد للاستفزازات الإيرانية المتكررة في المياه الإقليمية للدول العربية وإدانته الحازمة لممارسات إيران الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العديد من الدول العربية، وتقويض التعايش السلمي بين مكونات المجتمعات العربية، وتأييده للإجراءات التي تتخذها الدول العربية في مواجهتها. وكان قد عقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب أمس – عبر الاتصال المرئي - اجتماعات الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب.
ورأس وفد المملكة في الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.
وقد ألقى سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود كلمة في بداية الاجتماع نقل في مستهلها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب. وقال سموه: « إن ما تحقق وما يتحقق - ولله الحمد - من نجاح لمؤسساتنا الأمنية في مواجهة ما يُحيط بأمننا العربي من تحديات ومتغيرات عالمية ومحلية، قد أسهم في تعزيز العلاقة التكاملية بين أجهزة الأمن والمواطنين، ورفع مستويات إدراكهم وتفهمهم لدور أجهزة الأمن في حياتهم واستقرارهم، وأهمية تعاونهم معها لإنجاح هذا الدور الذي تفرضه واجبات الوطن ومسؤوليات المواطنين، ونتطلع إلى تنامي هذا الدور لتعزيز علاقة المواطنين بأجهزة الأمن التي تعمل من أجل سلامتهم وأمنهم واستقرارهم».
وأكد سموه أن العلاقة التكاملية بين أجهزة المؤسسات الأمنية بالدول العربية من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب عبر تاريخه أسهمت في بناء خطط واستراتيجيات عربية، شملت الوقاية من الجريمة، ومكافحة المخدرات، ومكافحة الإرهاب، والسلامة المرورية، والرقابة المالية، إضافةً إلى الحماية المدنية، والتوعية الأمنية، مبيناً سموه أن هذه الإنجازات مقدرة على المستوى الرسمي والشعبي.
وأضاف سموه: «أثق أننا من خلال تعاوننا المشترك قادرون -بإذن الله- على تجاوز كل تحدٍ يعكر صفو الأمن والأمان».
وأعرب سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود في نهاية كلمته عن شكره وتقديره للقطاعات الأمنية بالدول العربية كافة على الجهود المتميزة التي بذلوها أثناء جائحة كورونا، كما أعرب سموه عن شكره لمعالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب ومنسوبي الأمانة والمكاتب التابعة لها كافة على مواصلة مهامهم في اللقاءات والمؤتمرات على الرغم مما سببته جائحة كورونا.