الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
تعتزم الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه تقديم دورات تطويرية لأعضاء هيئة التدريس في الدراسات القرآنية في مجالات معينة تخدم العملية التعليمية والدراسات العليا والبحث العلمي، كما ستصدر مؤلفاً علمياً متميزاً في تاريخ كتابة المصحف الشريف.
أعلن ذلك رئيس الجمعية الدكتور عبدالله بن حمود العماج، الذي أكد أن الجمعية حققت أهدافها في بث الهدايات القرآنية في المجتمع، وعملت على نشر البحوث والدراسات والرسائل العلمية في الدراسات القرآنية.
ونصح الدكتور عبدالله العماج في حواره مع «الجزيرة» دارسي علوم القرآن الكريم بالتدرج في أخذ العلم، والسعي إلى تطوير النفس علمياً لا سيما في مجال التخصص، مع عدم إهمال العلوم الأخرى.
كما تناول الحوار عدداً من الموضوعات المتعلقة بالجمعية وأعمالها، وغير ذلك، وفيما يلي نص الحوار:
* مضى على إنشاء الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه نحو العشرين عاماً، فهل تعتقدون أنه تحققت الأهداف المرسومة لها؟
- أشكركم على هذا اللقاء وهذا ينم عن حرصكم على تسليط الضوء على القضايا والمؤسسات العلمية التي تعود بالنفع على الوطن والمجتمع والوسط العلمي.
وبخصوص سؤالك الذي طرحته فإنَّ الملموس ولله الحمد تحقيق أهداف الجمعية المرسومة لها، في خدمة كتاب الله من خلال ما تقدمه الجمعية من لقاءات علمية وملتقيات وندوات في الدراسات القرآنية، ومن خلال أيضًا النشر العلمي للأبحاث المحكمة والرسائل العلمية لمرحلتي الماجستير والدكتوراه، وقد حققت الجمعية أهدافها في بث الهدايات القرآنية في المجتمع، ابتداء من إحياء تراث السلف الصالح من العلوم والتفاسير، إلى الدراسات القرآنية المعاصرة، كما سعت الجمعية في التأصيل العلمي في مجال التخصص والعمل على تنميته وتطويره وتنظيمه وفق آليات البحث العلمي الحديث، وعملت الجمعية على نشر البحوث والدراسات والرسائل العلمية «ماجستير والدكتوراه» في الدراسات القرآنية، وسهلت الجمعية تبادل النتاج العلمي، والتجارب العلمية في مجال اهتمامات الجمعية بين الهيئات والمؤسسات المعنية داخل المملكة وخارجها والتعاون معها. فتعدى نفع الجمعية ولله والحمد إلى الباحثين في دول خارجية، فأفادوا واستفادوا من الجمعية في مجالات شتى، وكانت الجمعية بنشاطها نقطة وصل بين كثير من الباحثين والمتخصصين من بلدان شتى.
* كشفت وسائل الإعلام والاتصال الحديثة الطعن والتزييف ضد القرآن الكريم وعلومه، فماذا عملت الجمعية لدحض الشبه وتصحيح الأخطاء والانحرافات؟
- تعطي الجمعية أولوية لمجال الانتصار للقرآن، ودفع شبهات الطاعنين، فعقدت الكثير من الندوات في رد الشبهات ووسائل نقدها، وركزت الجمعية في ندواتها ولقاءتها على إعطاء ملكة نقدية لدى الباحثين والأعضاء لتلك الآراء المنحرفة،
وطبعت الجمعية عددًا من الكتب المتخصصة في نقد الآراء الباطلة والمنحرفة، والمتخصصة في رد الشبهات، شبهات المستشرقين والرافضة، والعلمانيين وغيرهم من فرق الباطل والضلال.
* تضم الجمعية أكثر من (1600) عضو من الرجال والنساء، فما أبرز منجز علمي حققه الأعضاء في خدمة القرآن الكريم وعلومه؟
- علاقة الجمعية النفعية مع الأعضاء علاقة تبادلية، فإنَّ الأعضاء أفادوا الجمعية بدعمهم، ومجهوداتهم العلمية فأغلب الأعضاء إن لم يكونوا كلهم متخصصين أو لهم اهتمام بتخصص علوم القرآن، والجمعية سعت بدورها إلى تطوير الأداء العلمي والمهني لأعضاء الجمعية والمهتمين بنشاطها. وتقديم المشورة العلمية في مجال التخصص. كما حققت التواصل العلمي لأعضاء الجمعية والمهتمين بنشاطها.
* تفتقر جمعيات تحفيظ القرآن الكريم إلى كثير من البرامج العلمية والمشورات من ذوي الاختصاص، ترى ماذا قدمتم لتلك المراكز والجمعيات القرآنية الخيرية؟
- عقدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه عدداً من اتفاقيات التعاون والتفاهم المشترك بينها وبين وزارة التعليم وبينها وبين عدد من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية، قدمت من خلال هذه الاتفاقيات العديد من الدورات التدريبية لمعلمي ومدرسي القرآن الكريم، كما قامت الجمعية بتحكيم واعتماد العديد من البرامج التأهيلية لمعلمي ومعلمات القرآن الكريم، في معاهد ومراكز وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة.
وتقوم الجمعية بتقديم المشورة لها في خططها وطرق التدريس فيها، وطرق التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في حلقات التحفيظ وسبل التدريس؛ إضافة إلى نشر الجمعية لأبحاث متعلقة بتحفيظ القرآن وعقدت لقاءات وملتقيات تهتم بتحفيظ القرآن الكريم، وطرق تدريسه وكل ما يتعلق بهذا الجانب.
* بماذا تنصح دارسي علوم القرآن الكريم في الكليات الجامعية والمعاهد القرآنية كل في مجال تخصصاتهم الشرعية؟
- النصح لهم بتقوى الله تعالى فهو أساس العلم، قال تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله)، ثم أنصحهم بالتدرج في أخذ العلم من الأقل للأكثر، والسعي في تطوير النفس علميًا لا سيما في مجال التخصص، كما أنصحهم بعدم إهمال العلوم الأخرى لأن العلوم تتكامل ولا غنى لبعضها عن بعض فالمتخصص في علوم القرآن يحتاج إلى العقيدة واللغة والفقه وعلوم الحديث ولكن ليجعلوا الجزء الأكبر من الجهد للتخصص.
* القرآن الكريم سبيل النجاة لهذه الأمة، كيف يمكن إصلاح أحوال المسلمين المتردية وفق المصدر الأول للتشريع: القرآن الكريم؟
- تصلح أحوال المسلمين عندما يكون القرآن الكريم منهج حياة، بحيث يتبع العلم بالعمل، قالت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم: «كان خلقه القرآن» أخرجه أحمد في مسنده.
وعن جندب بن عبد الله، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، «فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا» أخرجه ابن ماجه.
فالحل إذن أن يجمع المسلمون بين العلم والعمل. ومن مجالات الإصلاح العناية يتدبر القرآن الكريم والانطلاق من هداياته، وتنزيلها على واقع الحياة، فالقرآن الكريم هو الهدى والنور والشفاء، وهو المعين الذي لا ينضب.
* أمام تقليص حصص القرآن الكريم في التعليم العام، هل تتوقعون أن يكون له آثار سلبية في حفظ الطلاب والطالبات لكتاب الله الكريم؟
- لن يؤثر ذلك في نظري في حفظ الطلاب والطالبات لكتاب الله الكريم؛ لأنَّ هذا البلد المبارك يمتلك مؤسسات ضخمة لخدمة القرآن والكريم وتعليمه وتحفيظه، من جمعيات لتحفيظ القرآن الكريم، ومراكز خيرية لتعليم القرآن الكريم ومعاهد لتأهيل معلمي ومعلمات القرآن الكريم، وهذه المؤسسات مدعومة من ولاة الأمر وفقهم الله والجهات الرسمية في هذا البلد المبارك، وهي تقوم بدورها الكبير في هذا المجال.
* ما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟
- جديد الجمعية قريبًا إن شاء الله سيصدر العدد39، والعدد 40 من مجلة تبيان للدراسات القرآنية وهي مجلة علمية محكمة تعنى بنشر الأبحاث المتعلقة بالدراسات القرآنية والتي يقدمها أساتذة الدراسات القرآنية من مختلف الجامعات داخل المملكة وخارجها، كما ستقدم الجمعية في القريب دورات تطويرية لأعضاء هيئة التدريس في الدراسات القرآنية في مجالات متعددة تخدم العملية التعليمية والدراسات العليا والبحث العلمي، كما سيصدر عن الجمعية في القريب إن شاء الله مؤلف علمي متميز في تاريخ كتابة المصحف الشريف. إضافة إلى عدد من النشاطات واللقاءات سيعلن عنها في حينها إن شاء الله.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل والحمد الكثير لله عز وجل على توفقيه وتيسيره، وأتقدم بالشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والذي حظيت الجمعية برئاسته لأعضاء الشرف أول تأسيسها، ولقيت منه الجمعية الدعم المبارك، جزاه الله عنا خير الجزاء، فجهوده ظاهرة في خدمة القرآن الكريم وعلومه، والشكر موصول لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على جهوده المباركة في خدمة القرآن الكريم فجزاهم الله عنا خير الجزاء وبارك في أعمالهم وجهودهم ونصر بهم الإسلام والمسلمين.