د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
لا تزال أذهاننا تمتلئ بتفاصيل لأعراس الثقافة النابهة في بلادنا، فمنذ إعلان احتفالية نور الرياض والأعمال الفنية التفاعلية المعتمدة على الإضاءة في ثلاثة عشر موقعاً في مدينة الرياض يتجلّى خلالها 1000 عمل فني لفنانين محليين وعالميين؛ منذ ذلك الوقت ونحن نرقب النور في محيا الرياض! ونسبر ما في مبادرات برنامج [الرياض آرت]،
وما ينشده من فرص واسعة لتحقيق التواصل مع الفنانين والمهتمين بالفن الضوئي؛ للامتاح من الخبرات المتنوعة المحلية والعالمية، وتعزيز الجوانب الثقافية والفنية وتحويلها إلى معرض فني مفتوح ينبثق من خلاله الضوء والفن في سماء الرياض وتسقط على ثرى الرياض الجميلة مسارح الجلال والجمال، ومشاهد الحضارة ومجالي الثقافة والتراث الخالد، وعندما حلّتْ احتفالية نور الرياض منذ الثامن عشر من مارس الحالي كانت الرياض حجماً حضارياً باذخاً يزهو بالبناء والثقافة، وتوشحت الغبطة قاطنيها في أقصى حدودها أمام العالم، فهل كان في مقدورنا أن نستوعب في الرياض كل ذلك الضوء الحضاري، وأن الرياض تهيأت لتعقد أواصر الجمال في سياقات تترى، يجللّها الحراك الجميل في كل تفاصيل زمنها الجميل أيضاً، والرياض نحفظ أسرارها في تلافيف الذاكرة، ومهما اقتربتْ الرؤى من الرياض الحبيبة، واستدارت الزوايا فإن احتفالية «نور الرياض» إضافة مجزية جاءت لتعبر عن احتياجنا للذائقة العالية التي تواكب عشقنا للرياض لالتقاط متغيراتها وتجدّدها وكيف أن «الرياض» استطاعتْ صناعة الانتقال إلى الحداثة والمدنية، فها هي الرياض تُضاء في العتمة بتشكيلات فاخرة من الأضواء لإبراز الفنون، وها هي الرياض تصبح وتُمسي على جمال متنوع شامل في كل شؤونها يتبارى في مواقعه الخالدة، فالفنون الضوئية بتشكيلاتها وتفاصيلها جمال، وكل محضن لحيازة المنتج الثقافي التشكيلي بدفقاته جمال؛ والحوار مع مرتاديه جمال آخر، وكل نافذة ضوء تسعد بمرور العقول عليها جمال، وكل الأمكنة المضاءة لتعيد رواية تاريخ البطولات الخالدة التي تعلنها مع الأضواء جدران الرياض وبواباتها جمال.
آخر، فهناك في الرياض اليوم مناطيد جمال تحلق بالفكر وبالثقافة وتحتفي بكل المعارف الشاملة في الفنون والآداب؛ وكان هنا مولد أنوار التأسيس، وكانت البدايات مواعيد ووعود وعهود، ثم بعد جاءت استراتيجية برامج متوهجة تُرى رأي العين في عليائها، لتعلن عن انكشاف حديث نحو الثقافة الممزوجة بالصورة والحركة؛ ففي «الرياض» كنوز ملأى بالفرائد والمتفردين لتبني لهم متكآت تقيهم تصحر الفكر وضحالة الاستفادة من الإبداع وضمور الأوقات وعتمة الأماكن، فانبجستْ في الرياض بسمة ثقافية جديدة تليق بدهشة المكان حين حملتْ الأضواء معارض الفنون لتعتلي الرياض الحبيبة، وما انفكتْ «الرياض» تحتلّ من نفوسنا مواطن مكينة.
ويبقى نور الرياض احتفالية مدهشة في مكان مدهش في عهد سعودي مدهش!
«هذهذه الرياض تجلّتْ
لتلاقي ضوء الفنون وطيبه
رُكّبتْ في سمائها نيّراتٍ
تتحدى زُهْرَ النجومِ خصوبة»