قبل أكثر من 1442 عامًا كانت هناك دعوة ربانية على لسان رسول البشرية محمد - صلى الله عليه وسلم -، أوضحت - بآيات القرآن الكريم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحاديثه الشريفة - فضل المرأة وحقوقها وواجباتها التي كانت محرومة منها قبل الإسلام.
فالمرأة في الإسلام تتساوى مع الرجل في الحقوق. قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ}. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: أي ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن؛ فليؤد كل واحد منهما ما يجب عليه بالمعروف.
ولها حق النفقة، وحق العشرة الحسنة، وحق الزواج وما يترتب عليه من مهر ونفقة وكسوة، ولها حق الخلع إذا كرهت عشرة زوجها، وحق العلم، والبيع والشراء والاتجار، و... حقوق كثيرة ربما لم يصل إليها مجتمع آخر مثل المجتمع الإسلامي، بل إن المجتمعات التي تطلق على نفسها متقدمة نجد أنها كثيرًا ما تغبن النساء حقهن. والنساء شقائق الرجال كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما النساء شقائق الرجال».
وفي المملكة العربية السعودية، وفي عهد سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -، ارتقت الأنثى السعودية قمة نون النسوة بحجم الإنجازات والمكاسب التي حصلت عليها؛ فقد مُكنت المرأة السعودية من حقها الانتخابي؛ فشاركت في الانتخابات البلدية ناخبة ومرشحة. كما تم السماح لها باستصدار رخصة قيادة سيارة «وفق الضوابط الشرعية». وتم السماح لها بالبدء بعملها التجاري، والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر.
كما تم السماح لهن بدخول الملاعب الرياضية، واستخراج جواز السفر، والسفر دون موافقة ولي الأمر لمن بلغت واحدًا وعشرين عامًا. وعلى الصعيد الأسري مُنحت حقوقًا لم تكن متاحة لها في السابق، من بينها: حق التبليغ عن المولود بصفتها أمه، وحق طلب الحصول على سِجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية، وكذلك التبليغ عن حالات الوفاة بعد أن كان الأمر يقتصر على الذكور البالغين 18 عامًا فأكثر، كذلك ستكون المرأة رب الأسرة مناصفة مع الزوج في حالة الأبناء القُصّر.
وفي عهد سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين أبي سلمان القائد الملهم صاحب الرؤية المستنيرة والقرارات الحاسمة وُليت المرأة عددًا من الوظائف التي كانت حكرًا سابقًا على الرجال في كل من القطاعَين الحكومي والخاص، فتم تعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن عبد العزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتكون أول امرأة سعودية تتقلد هذا المنصب. كما تم إشراك المرأة في العمل النيابي، والتعيينات بوظيفة ملازمات تحقيق لأول مرة بالنيابة العامة. كما أُعلن عن انضمام النساء السعوديات للقطاعات العسكرية.
وكما أعطت القيادة السعودية للمرأة من مكتسبات كانت المرأة السعودية على قدر المسؤولية؛ فرأيناها تبدع في كل المجالات التي التحقت بها، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، واستطعن المساهمة في اقتصاد المملكة من خلال التوطين الذي أعطاهن فرصة للوجود بقوة في سوق العمل.
إنجازات تاريخية ومكاسب نوعية حققتها المرأة السعودية على مدار أكثر من 6 أعوام من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، عززت مكانتها ومكنتها من الحصول على مزيد من الحقوق على طريق تحقيق المساواة بين عنصري الوطن رجالاً ونساء، ودعمهن في تحقيق النجاح على المستويَين الوطني والدولي؛ الأمر الذي أتاح للمرأة أيضًا أداء دور مهم في التنمية، بما من شأنه مسارعة الخطى نحو تحقيق رؤية 2030.