د.عبدالعزيز الجار الله
السفينة الجانحة في قناة السويس، القناة التي تربط المحيط الهندي والبحر الأحمر، تربطه بالبحر الأبيض المتوسط، تمر مياه قناة السويس غرب دول الخليج العربي، هذه السفينة أصبحت حديث العالم والكل يعرض المساعدة على الحكومة المصرية لأن تأخيرها سيغرق الاقتصاد العالمي، ويخلق أزمة اقتصادية، ويرفع سعر البضائع، ويؤخر وصولها أيام وأسابيع، فالبديل هو الخط القديم الذي يمتد من المحيط الهندي ثم المحيط الأطلسي ثم البحر الأبيض المتوسط ماراً بغرب أفريقيا.
بلادنا نقلت بعض خطوط إنتاجنا النفطي والتجاري من الخليج العربي شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً بسبب الحروب التي نشبت في الخليج العربي:
- في بداية الثمانينات الميلادية 1980م الحرب العراقية الإيرانية.
- ثم حرب غزو العراق للكويت في التسعينيات 1990م الميلادية.
وهذا يجعل الدول المطلة على البحر الأحمر وأوروبا والمحيط الهندي تتعجل في مساعدة مصر لتطوير قناة السويس، وجعلها قناة بعرض أكبر مما هي عليه الآن، وتكون ممرين في الاتجاهين، لأن تعطيلها أو بقاءها بهذه الصور قد لا يخدم التجارة العالمية، مع دخول سفن عملاقة كما هي السفينة الجانحة وعالقة حالياً في القناة أطوالها: الطول 400م، والعرض 60م، ومستقبلاً ستكون الناقلة أكبر من هذه الأطوال.
مضيق هرمز في الخليج العربي تسيطر عليه إيران، رغم أنه ضمن مياه بحر عمان، قد لا يراهن عليه كثير في ظل تهديدات إيران للملاحة الدولية، وبالمقابل الصعوبة الطبوغرافية والجيولوجية في فتح قناة جديدة في الأراضي السعودية، تربط شمال الخليج العربي ببحر عمان دون الحاجة للمرور بمضيق هرمز، وإن كان هذا ممكنناً لكن من الأعمال الشاقة، والأفضل التعاون مع العالم في سلامة مرور البضائع عبر مضيق هرمز فإنه أقل كلفة وأسرع.
لذا لا بد من الممرات الآمنة في الخليج العربي وبحر عمان مضيق هرمز، وبحر العرب وخليج عدن، والبحر الأحمر باب المندب، وقناة السويس، مع توسيع مجرى قناة السويس لتستوعب الممرات المائية في القناة حجم السفن العملاقة، عبر اجتماع أممي دولي لتأمين خطوط ملاحة التجارة الدولية.