سهوب بغدادي

أعلن سمو ولي العهد محمد بن سلمان -أيده الله- عن مبادرتي «السعودية الخضراء»، و»الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين سيتم إطلاقهما قريباً، سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والبيئة لتحقيق العديد من الأهداف المنبثقة تباعًا في مجالات أخرى.

وستتضمن المبادرات عدداً من المبادرات الطموحة، من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقد القادم، أي ينعكس ذلك في زيادة المساحة الخضراء إلى 12 ضعفاً، تمثل مساهمة المملكة بأكثر من 4 % في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1 % من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة مما يسهم تباعاً في التقليل من الانبعاثات الكربونية الملوثة.

فيما كتبت الأسبوع الماضي عن القوات الخاصة للأمن البيئي التابعة لوزارة الداخلية، فضلاً عن العمل المشترك مع وزراة لبيئة والمياه والزراعة في النطاق ذاته بهدف حماية البيئة من الممارسات المخالفة والعمل الحثيث على توعية أطياف المجتمع بدورهم المفصلي الذي يعزز كامل الجهود المبذولة في سبيل الارتقاء في هذا المجال -بحول الله وقوته-. أكبر حقاً كل هذه الجهود والتكاتف الوثيق بين الكيانات الفاعلة والحيوية لتعزيز النظرة العامة في شأن معين ينعكس تباعاً بشكل إيجابي على الداخل والخارج ويشكل روح المملكة المبادرة في شتى المجالات العالمية.

كما يسعني أن أذكر في هذا الصدد، أن استضافة المملكة لعدد من الفعاليات الكبرى يسهم في لفت الأنظار إلى هذه المبادرات الآنف ذكرها في المقال، على سبيل المثال، استضافة المملكة لسباق الفورمولا 1 في مدينة جدة خلال الأسبوع الراهن، من شأنه أن يعزز مبادرات سمو سيدي ولي العهد للبيئة، من خلال جذب الأنظار إلى المملكة وتكوينها ومكوناتها البيئية، لا سيما أن المتسابقين يخوضون السباق وسط طرقات صحراوية، فإن ذلك يشكل دليلاً حيًا وملموساً للأعوام المقبلة عند البدء في المشاريع البيئية التي تعنى ببسط المساحات الخضراء والتشجير على نطاق أوسع. عندها سيكون لدينا (قبل وبعد) بشكل غير مباشر ينعكس تباعًا على الهوية العامة للمملكة التي تتميز بالمبادرة والاهتمام بالقضايا العالمية الأبرز على الساحة.

«إنه بصفتنا منتجاً عالمياً رائداً للنفط ندرك تماماً نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة».

أمير التغيير محمد بن سلمان