يوم السبت الموافق 14 - 8 - 1442هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى الدكتور عبدالعزيز الحماد.. انكمش القلب وحزن الفؤاد.. وانسابت الدموع هكذا الحزن يرتقي للأعلى ومن رحمة الله عز وجل.. وبتدرج يصغر هذا الحزن ومعه السلوى والنسيان..
تعثر حبر قلمي كيف اكتب عن الفقيد الغالي (أبو زياد).. ونبض قلبي مأهول بالمواجع.. والبكاء.. فكل زوايا الجمال عندي مهملة.. عند وفاة أحد المقربين أو من الأهل أو من الأصدقاء.. خاصة عند موت الفجأة نترمي على الأرض.. وعلى تضاريس (الوجه) تظهر مشاعر الفقد.
اسف مر وآهات أَمر
والتياع ملأ القلب شرر
كل من قيل له مات اِنزوى
يعصر القلب بكف من حجر
يا صديقي رحمك الله انقضت تلك السنون وأهلها فكأننا وكأنهم أيام.. جاءني خبر وفاته حاولت أن أبدو غير متأثر ولا مبال.. أحاول وتصالحًا مع الخبر.. بأنه غير دقيق.. أو موجة حلم مزعجة جدًا.. لكن أكده لي أحد الأصدقاء (ابن أخيه) برسالة حزن وألم أن الإنسان الشهم (أبوزياد) انتقل للرفيق الأعلى.. فجأة أقول للصديق ولنفسي الضعيفة ولقلبي (المعطوب) أيها الفقيد الحبيب الغالي هل سأفقد بهاؤك في رسائلك الصباحية (الفجرية).. وحضورك في قاعات الجامعة.. وعند الأهل والجيران..حضورك الطيب الرزين الجميل.
رحماك ربي سيتكرر السؤال.. ويتكدس الحزن في أواسط قلبي أيها الحبيب كيف نحتمل غيابك.. أتدري أنني أتعجل وقت الصباح لانتظار رسائلك عبر شاشة الجوال.. أتعجلها لأن فيها الأدب النافع والنصح الحكيم وجمالية الكلمات سألجأ بعد الله عز وجل.. إلى صبري وصمتي.. فهما المركب التي تبحر في تفاصيل الذكريات البسيطة بيننا، رحم الله تلك الابتسامة التى تمثل إشراقة وجهك..
كنت أنا وصديقي.. في الطريق إلى منزل إخوانك في (تيماء).. لتقديم واجب العزاء كنت اتظلل بفيء.. الصمت والحزن.. حتى لا ينساب الدمع.. لأن الصبر في هذه اللحظات يتقنه الأبطال.. وأنا أحاول أن أكون بطلاً لا يعرف البكاء.
كلما تذكرت طفلتك.. (غلا) أقول يا رب أغرق قلبها بالفرح والعافية.. ويا رب احفظ عيالنا وبناتنا من أوجاع الرحيل يا رب.. إلى زياد ووالدته
(مع الفجريات وأشعة الشمس القادمة بإذن الله (يسدل) الستار.. عن فصول الحزن ومع رحمة الله عز وجل بخلقه تبدأ مراحل السعادة والعافية لكما يا رب ويتبقى الدعاء والصدقة عن فقد العلم والحياة..
الدكتور (عبدالعزيز) صديقي الله يرحمك.. في الآونة الأخيرة (أحضر لمنزله العامر.. أحضر له منسق ورود وحدائق مصغرة في بيته.. وأنا من جانبي أريد أرسل له (رد بطحاء حمراء من أراضي الرصف) في حائل.. قد رآها في وقت سابقًا وقت المطر.. وميلها للون الأحمر الخفيف لون يسر الناظرين (واعجب كثيرًا فيها).. فبإذن الله ترى نعيم الجنة.. خير من الدنيا وما فيها.
الله يرحم الصديق.. الغالي ويدخله فسيح جناته.. ويلهمك السلوان.. ويصبركم جميعًا على فراقه إلهي أدخله الجنة من باب الريان..
في حلكم وترحالكم أكثروا من الدعاء له والتصدق عنه هكذا حياتنا نلتقي مع البعض..ونودع الغالين.. سبحان العزيز الذي ذكر في كتابه {كُلُ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُوالْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} وهكذا الأيام كما فيها الأفراح تتوالى.. أيضا فيها مواجع الفراق.. ابن آدم ميت ولد ميت.. الحزن يبدأ كبيرًا.. ثم يصغر مع الأيام والشهور.. أين الأب والأم أعز الناس الغالين والغاليات من يتخيل أنه سيفقد من (يؤمن أكلنا ويوفر لنا راحتنا ويطمئن على منامنا وفي منتصف الليل يسهر على راحتنا) من يقوم بالمهام الجسام.
فقدناهم لله الحمد منحنا نعمة الانشغال.. اللهم اغفر لأبي وأمي وزوجتي.. واغفر للموتى عامة وعافهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم افسح للموتى في قبورهم مد بصرهم وافرش قبورهم من فراش الجنة.
** **
- الكاتب فهد الحماد