«الجزيرة» - الرياض:
يتحسَّس الممثّل المخضرم توم هانكس الطريق لاستكمال عقده الخامس سينمائيًا، إذ حافظ هانكس على سمعته الطيبة داخل وخارج الوسط الفني طوال مسيرته، وحرص على اختيار أدوار أبوية ودودة سينمائيًا، كما عٌرف عنه اللطف في الحياة الواقعية.
طرح هانكس مؤخرًا، فيلمه «News of the World» على منصة نتفليكس، ويقدم خلاله دور جندي مخضرم خلال فترة الحرب الأهلية يلتقي بفتاة ضائعة؛ فيأخذ على عاتقه مهمة إعادتها إلى أهلها، وهي القصة التي تعد أقوى مثال على أبوته.
يمتلك هانكس سر تميز توم منذ ظهوره الأول وحتى الآن، كونه يتمتع بمظهر الرجل الأمريكي العادي، هذا الوجه المألوف وعينيه الدافئة وحس دعابته الساذج جعله يخترق قلوب المشاهدين بكل سلاسة. وتأكدت موهبته الواضحة، مع فوزه بأوسكار عن دور درامي في فيلمي «Philadelphia» و «Forrest Gump»، ليصبح أول ممثل في تاريخ أمريكا يقتنص أوسكار أفضل ممثل لعامين على التوالي. عن السينما والعمل فيها، يقول توم هانكس: أعمل في مهنة رائعة وهي تعطيني سعادة بالغة لكنها ليست أهم ما يحدث في حياتي الآن، أشعر عندما أتوجه إلى العمل بأني أخسر الأيام التي تجمعني بمن أحب، هذا شعور لم أعرفه من قبل، أشعر بعد كل فيلم أنتهي من تمثيله براحة كبيرة، هذا رغم حبي لمهنتي وحبي للتمثيل والأماكن التي تتيحها الأفلام والمغامرات التي أخوضها في طبيعة كل فيلم.
أحد أهم أسرار استمرار نجاح هانكس هو لعبه دور الطيب؛ فنادرًا ما نراه في دور البطل غير المحبوب؛ لكن يندر أن نراه في دور شرير الفيلم.
هناك أمثلة نادرة على دور غير المحبوب في أفلام هانكس مثل «Catch Me if You Can»، حيث لعب دور عميل «FPI» يطارد ليوناردو دي كابريو لكنه لم يكن شريرًا وإنما مجرد شرطي يقوم بمهام عمله. حافظ توم هانكس على حس متنوع في اختيار أفلامه من دراما وكوميديا ورومانسية، حتى في مظهره العام حافظ على شكله المألوف غير البراق على عكس بقية نجوم هوليوود.
توم هانكس اليوم في أفضل حالاته لا يمكن التغلب عليه فنيًا؛ فهناك مشاهد سطعت في تاريخ مهما مر عليها الزمان. هانكس هو خير ممثل لحقبة تحتضر، حقبة النجوم الكبار، هؤلاء الذين لا تختلف حياتهم الواقعية عن السينمائية، بل تتمتع بنفس درجة عدم التكلف والسلاسة والألفة، وفي زمن أصبح المشاهير أكثر تكلفًا، أصبح من الصعب استبدال نجوم كبار مثل توم هانكس.