إعداد - خالد حامد:
كصحفية مستقلة تعمل في أستراليا، فإن المقترح الذي يطالب محرك البحث جوجل الدفع مقابل المحتوى يعني أنني - والعديد من الصحفيين في هذا البلد - سوف نحصل على وظيفة.
اقتناع جوجل بالدفع مقابل المحتوى الذي يعرضونه في عمليات البحث، والتي استخدموها بشكل صارخ لمصلحتهم الخاصة دون دفع سنت واحد لسنوات عديدة، يعني التنوع في وسائل الإعلام كما سيوجه المزيد من الاهتمام بالأخبار الإقليمية التي تخاطب الجمهور المحلي؛ وأيضًا نقل الحقيقة بدلاً من الأخبار المزيفة؛ كما يعني المزيد الوظائف.
تفضل شركة جوجل التي تبلغ قيمتها حاليًا تريليون دولار، إصدار تهديدات فارغة والاحتفاظ بعائدات إعلاناتها التي تبلغ مليارات الدولارات بدلاً من الدفع مقابل المحتوى، لكي تتمكن الصحافة والصحافيين من أداء دورهم الأساسي.
عندما كشفت الحكومة الفيدرالية الأسترالية عن خططها لإجبار جوجل على الدفع مقابل محتوى إخباري أسترالي، استجابت الشركة الرقمية العملاقة ولكن بتهديد جميع الأستراليين بتقديم خدمات «أسوأ بشكل كبير».
إن تهديدات جوجل والأخبار الزائفة المنتشرة حول طبيعة هذه الخطة التي طال انتظارها هي تكتيكات يائسة تكشف طبيعة الاستبداد الاحتكاري لجوجل.
وقد ذكرت لجنة مكافحة الفساد والهجرة الأسترالية أن «مشروع القانون سيسمح لشركات الأخبار الأسترالية التفاوض للحصول على أجر عادل لعمل صحفييهم المتضمن في خدمات جوجل».
وأضافت اللجنة إن»قطاع الإعلام الإخباري الصحي ضروري لديمقراطية تعمل بشكل جيد.»
توفر جوجل وفيسبوك وتويتر منصات لمنظري المؤامرة، ومناهضي التطعيمات والمتصيدون لنشر ادعاءات والأكاذيب وجميعها أخبار يمكن أن تنتشر سريعا كالنار في الهشيم. وقد تجبر القوة المطلقة لمثل هذه الأخبار الملفقة أصحاب العقول الضعيفة على تصديق تلك الدعاية والتلفيقات.
في جائحة الأخبار الكاذبة، يتمحور عمل الصحفيين على نقل المعلومات القائمة على الحقائق والأدلة، والبحث، ومقابلة الخبراء والبحث عن مصادر موثوقة للقصص الشخصية، وفي نهاية المطاف، توعية القراء والمستمعين بنشر الأخبار القائمة على الحقيقة.
للقيام بذلك، يحتاج الصحفيون - مثلي - إلى الموارد والوقت والمهارات والمال الذي يغطي فواتيرنا و يحترم كوننا نقوم بعمل له دور أساسي في كتابة الأخبار التي تمكننا من التواصل مع بعضنا البعض كبشر.
إذا استمر جوجل في عدم دفع ثمن الأخبار التي ينشرها على منصته، لن يكون روبرت مردوخ وحده هو الذي سيخسر عشرة سنتات، بل كل الأخبار. وهذا ينطبق على المنتجين والمحررين والكتاب والمصورين.
إذا لم يكن هناك مال لدى وسائل الإعلام التي كانت تعتمد بشكل أساسي على الإعلانات والاشتراكات للقيام بعملها، لن يكون هناك تنوع في المحتوى.
بين يناير 2019 ويونيو 2020، تم إغلاق حوالي 200 غرفة تحرير أو مطبوعة أسترالية،
وشمل ذلك وكالة أسوشيتيد برس الأسترالية، التي قامت بتسريح 200 صحفي و100 مصور . كما شملت عمليات الإغلاق الصحافة المحلية التي تنقل الأخبار المحلية والعامة لمدة تصل إلى قرن أو أكثر. فقد حدثت عمليات تسريح جماعية في صحف «هيرالد صن» و»سيدني مورنينغ هيرالد» و»ديلي تلغراف»، بالإضافة إلى محطة البث العامة ABC. بدون المعلنين، الذين اختاروا الاستثمار في حزم التسويق الخاضعة لجوجل، وبدون المشتركين، الذين اختاروا الوصول إلى محتوى مجاني بدلاً من الدفع مقابل الأخبار - ستغلق المزيد من الصحف الاسترالية الرئيسة والوكالات أبوابها، أو على الأقل، سيواصلون العمل على تسريح جماعي أو تبديل طواقم التحرير من الدوام الكامل إلى عقود قصيرة الأجل والعمل الحر.
لن يعمل الصحفيون المستقلون، مثلي، إذا لم تكن هناك مطبوعات للعمل بها.
** **
كات وودز كاتبة مستقلة تقيم في أستراليا وتكتب عن الفن والثقافة والسفر والموسيقى في الصحافة الأمريكية والأسترالية - عن مجلة (نيوزويك) الأمريكية