أبها - خاص بـ«الجزيرة»:
تعجب أكاديمي متخصص في العلوم الشرعية من ازدياد حالات سوء استخدام أدوات التقنية الحديثة من الناس، وبالذات الشباب والفتيات، وعدم توظيفها فيما يخدمهم في دينهم ودنياهم، ويحقق الخير للمجتمع، مشيراً إلى أن الأدوات التقنية الحديثة وسائل ينتفع بها العاقل فيوظّفها لعلمٍ أو تجارة؛ فتنفعه في دنياه، وتكون سبباً لتحصيل الأجر في أُخراه، إلا أنه أساء استعمالها قوم؛ فكانت سبباً لاقتراف الآثام؛ بالإساءة للناس، وإيذائهم بها. وقال الدكتور سعيد بن مرعي السرحاني أستاذ الفقه المساعد بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد بأبها: كما ظهرت التجارة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني ظهرت الجرائم الإلكترونية، واتخذت أشكالاً، وأفرزت أحكامًا، ونتج عنها ممارسات، منها ما يمكن تسميته: «العقوق الإلكتروني» -عافانا الله وإياكم-، الذي من أهم صوره مما يوجب الحذر منه والتنبيه عليه: نشر صور الوالدين دون علمهما أو رضاهما، ورفع الصوت في الحديث معهما، أو تسفيه رأيهما، وإضحاك الناس بصورهما، أو صور محادثاتهما، أو أصواتهما، أو ما يشعر بجهلهما، والتندر بذلك، والتهاون في طلب رضاهما، سواء بترك الاتصال، والتواصل، أو التقصير في إرسال ما ينتظرون من عبارات ثناء، ودعاء واطمئنان، وترك إجابة الوالدين عند اتصالهما.
وأوضح الدكتور سعيد السرحاني أن أعظم وأخطر العقوق الإلكتروني منعهما من التواصل باستعمال خاصية حظر المكالمات أو الرسائل، والانشغال عن البرّ الفعلي العملي، وإيهام نفسه ومَن يراه بصور وكتابات تظهر للناس خلاف واقع تعامله معهما. ألا إن من يفعل، ومن يتابعه راضياً، أو ينشر مقاطعه، يشترك معه في الخُلُق والإثم!
وسأل الله تعالى أن يرزق الجميع بر والديهم أحياء وأمواتاً، وأن يصلح لنا ذرياتنا، ويديم برهم، ونسأله سبحانه العون على البر وأداء الحقوق، ويجنبهم العقوق.