الأفلاج - خاص بـ«الجزيرة»:
كشف رئيس جمعية حفظ النعمة «صون» بمحافظة الأفلاج الأستاذ عبدالرحمن بن ناصر القنعير عن عدد المستفيدين من مشروع حفظ النعمة بالمحافظة بما يزيد عن (300) أسرة بخلاف العمالة المقيمة، مشيراً إلى أن الجمعية حديثة النشأة قد بدأت في أعمالها قبل الافتتاح الرسمي لها، وحققت منجزات طيبة متعددة على الرغم من قلة الموارد المالية حيث لا يوجد لديها أوقاف، وتعتمد على الإعانة المقدمة لها.
وقال رئيس الجمعية في حواره مع «الجزيرة» إننا بدأنا عملنا الرسمي في ظروف جائحة كورونا، وفي هذه الفترة تقل المناسبات كثيراً عن السابق قبل الجائحة، وعلى الرغم من ذلك قدمنا (6620) وجبة خلال الأربعة الأشهر من فائض الولائم والمناسبات، مشيراً إلى مبادرة نشر ثقافة العمل التطوعي وتحقيق مراكز متقدمة فيها، كما تناول الحوار عددًا من الموضوعات المتعلقة بالجمعية وأعمالها، وفيما يلي نص الحوار:
* جمعية «صون» لحفظ النعمة بالأفلاج حديثة النشأة فما أبرز ما حققته، خلال المدة الماضية؟
- للجمعية مناشط وبرامج قبل الافتتاح الرسمي، ففي مرحلة التأسيس قبل الافتتاح الرسمي للجمعية، تم تنفيذ زيارات لبعض جمعيات حفظ النعمة في المناطق الكبيرة (الرياض وعسير والقصيم) بهدف اكتساب الخبرة، والمشاركة في عدد من اللقاءات والدورات التدريبية وورش العمل التي نفذتها وزارة الموارد البشرية وبعض جمعيات حفظ النعمة، والمشاركة في التخفيف من أزمة جائحة كورونا بأكثر من (15) مبادرة مجتمعية قبل الافتتاح الرسمي للجمعية، وكان من أهمها: السلال الغذائية وسلال الخضار والفواكه واللحوم الطازجة ولحوم الدجاج المجمدة، وأدوات السلامة الصحية للعمال والبروشورات بلغات عدة للتوعية بفيروس كورونا، وتنفيذ مشروع إفطار الصائم طوال شهر رمضان المبارك لعام 1441هـ.
أما بعد الافتتاح الرسمي للجمعية فقد تم الافتتاح على شرف محافظ الأفلاج بحضور رئيس المجلس الفرعي لجمعيات حفظ النعمة وبعض أعضاء المجلس ورؤساء الجمعيات الخيرية بالمحافظة يوم الأحد 10-2-1442 الموافق 27-9-2020م، وتدشين وحدة الشيخ محمد بن راشد آل زنان للدعم والحفظ الغذائي التابعة للجمعية، والانطلاقة الجادة للجمعية في مزاولة عملها الرئيسي في استلام واستقبال فائض الطعام من المناسبات المختلفة وتوزيعه على المستفيدين من خدمات الجمعية من الأسر السعودية والمقيمين والعمال، وتم إصدار تقارير شهرية لعمل الوحدة توضح بالأرقام عدد ما يتم توزيعه من الأطعمة وغيرها وعدد المستفيدين، كما تدشين وحدة الدكتور/ محمد بن سعود الجذلاني للعمل التطوعي التابعة للجمعية التي تم اعتماد تأسيسها وفق المعيار الوطني لوحدات التطوع في المملكة والبدء في نشر ثقافة العمل التطوعي عن طريق طرح الفرص التطوعية، حيث تميزت الجمعية في ذلك وحققت مراكز متقدمة كان آخرها تحقيق المركز الأول في مستهدف الفرص التطوعية على مستوى المحافظة لشهر يناير لعام 2021م، وتلقت الجمعية شهادة تهنئة من مركز التنمية الاجتماعية بالأفلاج، كما تم تنفيذ المشروع التوعوي المجتمعي (بالشكر تدوم النعم) والذي اشتمل على برامج عدة، من أهمها: مسيرة توعوية شارك فيها مدير مركز التنمية الاجتماعية بالأفلاج ورؤساء الجمعيات الخيرية في الأفلاج ومجموعة من الفرق التطوعية واللجان الاجتماعية والفرق الكشفية وشباب نادي التوباد، وتم وضع لوحات توعوية عن حفظ النعمة بجوار إشارات المرور في التقاطعات الرئيسة في المحافظة، ونشر مجموعة من البروشورات التوعوية عن حفظ النعمة في وسائل التواصل الاجتماعية، وتصميم بعض مقاطع الفيديو التوعوية ونشرها في وسائل التواصل، ووضع استاندات إلكترونية توعوية عن حفظ النعمة في بعض الأماكن المهمة في المحافظة الأفلاج، وتنفيذ مباراة في كرة القدم على كأس جمعية (صَوْن) تم فيها عرض بعض النشرات التثقيفية بهدف نشر ثقافة حفظ النعمة بين فئة الشباب، ومشاركة الجمعية بركن تعريفي عن الجمعية في معرض يوم التطوع السعودي والعالمي الذي نفذه مركز التنمية الاجتماعية بالأفلاج، وكذلك ركن تعريفي عن الجمعية في معرض متنزه المملكة الترفيهي، وأصدرت الجمعية كتيبًا تضمن تقريرها السنوي (بذل وعطاء) لعام 2019 م وتمت طباعته وتوزيع مجموعة من نسخه، ويجري حالياً العمل على إصدار التقريرالسنوي لعام 2020م.
* محافظة الأفلاج بلاد مضياف وكرم، كيف استطاعت الجمعية احتواء الأطعمة، وتوزيعها على المستحقين؟
- تم ذلك بالإعداد والتجهيز الجيد لوحدة الشيخ/ محمد بن راشد آل زنان للدعم والحفظ الغذائي التابعة للجمعية المعنية باستلام وتسليم فائض الطعام لمستفيدي الجمعية بالمعدات والتجهيزات الخاصة بحفظ الطعام وتوزيعه، ومن أهمها: تجهيز السيارات التي تمت استعارتها من جمعية الأفلاج الخيرية المخصصة لاستلام فائض الطعام وتوزيعه، وتوظيف مدير للوحدة سعودي الجنسية وأيدٍ عاملة أخرى لاستلام الوجبات وتجهيزها وتوزيعها، وتخصيص دوام مسائي يستمر من صلاة العشاء إلى الساعة الثانية عشرة ليلاً لاستلام وتوزيع فائض الطعام، وتأمين غرف ثلاجات تجميد وتبريد بمساحة 4×4، وتأمين فرن كهربائي ذي جودة عالية يسع لتسخين (20) صينية، وتجهيز طاولات كبيرة مغطاة بالإستيل لتجهيز وإعداد الوجبات، وتأمين صوانٍ من الإستيل الجيد بأحجام مختلفة صغيرة للبوفيه المفتوح وكبيرة للرز وللحم، وتأمين عبوات لتعبئة الوجبات تتحمل حرارة الماكرويف، وتأمين اللباس الخاص بأدوات السلامة للعاملين، غطاء رأس وسديريات وقفازات وكمامات وغطاء الأرجل، كما تم حصر المستفيدين الراغبين باستلام فائض الطعام من الأسر السعودية والمقيمين والعمال وتحديد مواقعهم وأعدادهم من واقع سجلات البحث الاجتماعي الذي أعده الباحثون الاجتماعيون في الجمعية، والتواصل المستمر مع أعضاء فريق (لتدوم التطوعي) التابع للجمعية للمشاركة في استلام وتوزيع الوجبات وغيرها من أعمال الوحدة، وطرح الفرص التطوعية الخاصة باستلام فائض الطعام وتجهيزه وإعداده وتوزيعه عبر منصة العمل التطوعي التي تشرف عليها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لفتح مجال المشاركة في أعمال الخير للمجتمع، وتوثيق ساعات التطوع من قبل مسؤول الوحدة ومنح المتطوعين في أعمال الجمعية شهادات الشكر والتقدير وعدد الساعات المتطوع بها.
* كم يبلغ عدد المستفيدين من الأسر والمقيمين من مشروع حفظ النعمة في الأفلاج؟
- كون الجمعية ناشئة فالتسجيل فيها لا يزال مستمراً وعدد المسجلين حالياً يتراوح بين 270 إلى 300 مستفيد، هذا غير العمال الذين يتم التوزيع عليهم في أماكن سكنهم.
* ما أبرز الصعوبات التي تواجه الجمعية وتعيقها عن أداء رسالتها في المجتمع؟
- ضعف الموارد المالية للجمعية كون الجمعية ناشئة ولا يوجد لها حالياً أوقاف، فهي تعتمد -بعد الله- على الدعم المالي من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ومن رجال الأعمال وفاعلي الخير، والصرف التشغيلي اليومي المستمر يحتاج إلى دعم كبير يوازي ما يقدم من عمل وجهود مستمرة، وعدم امتلاك الجمعية لسيارات استلام ونقل الطعام وتوزيعه، فالسيارتان الموجدتان حالياً في الجمعية مستعارة لمدة سنتين من جمعية الأفلاج الخيرية. ونقص الكوادر البشرية من الموظفين في وحدة الدعم والحفظ الغذائي التابعة للجمعية بسبب ضعف الموارد المالية وعدم قدرة الجمعية على تحمل دفع رواتب الموظفين، وعدم امتلاك الجمعية لمقر إداري ووحدات تتبع للجمعية وسكن للعمال، وعدم توفر بعض الأجهزة المهمة في مجال الأطعمة والاستفادة منها، مثل: أجهزة تدوير فائض الطعام غير المناسب للاستخدام الآدمي والاستفادة منه كأسمدة أو أعلاف، وذلك بسبب عدم وجود التكلفة المالية لها، كذلك احتياج الوحدة إلى أجهزة تسخين إضافية (فرن كهربائي)، كما أن التكلفة المالية المرتفعة جداً في إصدار إقامات العمال الجدد أو تجديدها والتي تصل إلى عشرة آلاف للعامل الواحد على الرغم من ضعف الموارد المالية.
* كم تبلغ نسبة الهدر في الطعام بمحافظة الأفلاج؟
- الجمعية بدأ عملها الرسمي في ظروف جائحة كورونا وفي هذه الفترة تقل المناسبات كثيراً عن السابق قبل الجائحة، لذلك يصعب إعطاء نسبة للهدر في محافظة الأفلاج في الوقت الحالي، ولكن لدى الجمعية تقارير شهرية خلال الفترة الأربعة الأشهور التي بدأ فيها العمل الرسمي في الجمعية، حيت بلغ عدد الوجبات التي تم توزيعها خلال الأربعة الأشهر من فائض الولائم والمناسبات ( 6620 ) وجبة.
* تعاليمنا الإسلامية تحثنا على عدم الإسراف، والحفاظ على فائض الطعام ومساعدة الآخرين.. برأيكم كيف يتحقق ذلك؟
- يتحقق بالوعي بأهمية شكر النعمة بالمحافظة عليها من الإسراف والتبذير كما حثنا على ذلك ديننا القويم، وقد أعطت الجمعية هذا الجانب أهمية كبيرة بالعمل على نشر ثقافة حفظ النعمة بين أفراد المجتمع ونفذت مشروعًا كاملاً موثقاً بخطة وفريق عمل وبرامج متنوعة تم العمل عليها ولا يزال العمل على المشروع مستمراً.
* ما الجديد لديكم ولم يُعلن بعد؟
- مشروع جمع فائض الملابس المستعملة، وتمت موافقة مجلس الإدارة على ذلك، وتم التنسيق لاستئجار محل للعمل على المشروع -بمشيئة الله- قريباً، ومكتب للعلاقات العامة والموارد المالية للجمعية، وسوف يتم الإعلان عن وظيفة لهذا المكتب -بمشيئة الله- قريباً.