لا يعقدُ الإنسانُ بعضهُ ببعض سُدى.. فقد أكل الزمنُ منه ما أكل واقتصت الحياة من جلَدِهِ ما لا يُحصى ..
يميل عن الدرب ما لم يكن لهُ رادم يردمه وعزيز يعدله.. وحياة كثيرة.
وكل منا يحتاج بأن يشعر بالاحتياج الخالص الذي يتأججهُ الوجود وتشاركه التضحية والصمود.
فعندما تشعر الذات بالشبع من أحدهم يعني أن تمتلئ عينها ويفيض قلبها وتكتفي روحها فهي في تمام الحب والاكتفاء...
وهذا الاكتفاء ما دام معك فهو عمر لا يمر، وشباب لا يفنى، وتجدد لا ينتهي .. الحب الذي لا يتضح علينا لم يكن حُباً.
إن لم يكن بعضك منه وجميعك ومعظمك فهو ليس لك..
كل شيء يمكننا أن نتفنن في تمثيله إلا اللهفة ذلك الشيء الذي يخرج على أطرافنا من فرط الشعور..
فأنا أواجه العالم من مسكة يدك وتوبيخ عطفك وكثرة بذلك وصلابتك ..
«جلمود» روح متمرد في ثباتك شامخ كأنك تستطيع مسك الشمس بيدك ونفض السماء؛ ليطير الغيم مطراً على أرضك.
قد يعتقنا الألم الذي في داخلنا عتق النسيان للأبد إن كان ما أنسانا إياه عميقاً بنا..
الشخص المتجذر في أرضك تلفه الرياح لف الحياة بدورانها وفصولها دون أن يُقتلع..
هو جلمود ظهرك وعصى يدك وحزام رأسك..
هو الذي كان يعرف أنه من لحظة وقوفه هنا أنه لن يتحرك مهما يكن ..
فنحن في دنيا عاصفة تمطر في العام نصف مرة نجف قبل أن نبتل بها ونفرح..
جميعنا مشردون دون مواطن صدورهم، ومترامون دون لملمة أيديهم ..لا نتوحد إلا بغزوهم وانتصاراتهم التي جعلت لنا مملكة بهم..!
ولهذا ربط نفسك بنفسك سيشكل لك سلسلة عقد لا تنتهي.. لا تُحل إلا بقلبك المتماسك الذي يردمهُ جلمود روح كيفما تفعل أنت ..!
** **
- شروق سعد العبدان