مهما تعاقبت أشعة الشمس حول حياتنا الثقافية العربية وسط غياب الروائي العالمي المصري العربي نجيب محفوظ الحاصل علي جائزة نوبل في الآداب يوم 13 أكتوبر من عام 1988 م من القرن الماضي وسط زخم ثقافي عربي غير مسبوق من المحيط إلى الخليج في تاريخ ثقافتنا العربية بكل معاني الفرحة التي قالت أن الرواية العربية دوما ملهمة ومبدعة!
ومهما كانت قسوة فيروس كورونا في مرحلتها الثانية اليوم سوف يظل أمير الرواية العربية الأستاذ نجيب محفوظ بيننا بضمير وطن وهو يتحدث من منفاه البعيد أن الرواية العربية بخير كالأهرامات الثلاثة وآثار بابل العظيمة ونماء الأرض العربية التي ما زالت عطراً وتجلت فيها أروع انتصارات التاريخ ضد كل غزاة العصور!
ولا ريب تكتب الرواية العربية صفحات وصفحات عديدة من عالم نجيب محفوظ الذي ترجلت أقدامه بين أزقة حي الحسين التاريخي بالقاهرة وهو ينقل لنا أعذب مشاعر الحارة المصرية بكل متناقضاتها التي بدت مثل أغان تراثية تزداد جمالاً بمرور الزمن، بل تبدو شابة في وجدان كل من يتأمل معانيها وألحانها وهكذا كانت روايات نجيب محفوظ التي خرجت أغلبها من رحم الحارة المصرية الأصيلة وحكايات جدتي التي تحدثت العربية قبل الميلاد بألف عام!
بل والزقاق والعطفة والجبال الراسخة في قلب المحروسة التي قالت دوماً بكل كبرياء أن الوطن عزيز وغال لكل من جاء بغير سلام وهكذا قالت الأهرامات الثلاثة ومن أمامهما أبو الهول العظيم لمن ظن أن المحروسة أرض بلا نماء وإبداع!
وهو يعيش بين شخوص أبطاله بخطوات متأملة داخل الحي الحسيني وبين جلسات السهر والسمر مع أصدقاء مقهى الفيشاوي الذي كان أول مقهى افتتح في القاهرة، بل العالم العربي وكان من رواده طلاب الأزهر من كل بقاع الدنيا كما كان من مرتديه نابليون بونابرت وكل بكوات عصر المماليك وباشوات زمن فكان نجيب محفوظ يعيش بين عالم الرواية بضمير الوطن وهو يكتب روائع الإبداع العربي قصر الشوق السكرية بين القصرين خان الخليلي بداية ونهاية وحكايات المحروسة التي ألهمته الكثير من أسمى معاني الحياة بدون إسفاف ثقافي وترد ليس من سمات ثقافتنا العربية التي هي دوماً خالدة ليكتب نجيب محفوظ حكايات أخرى من حكايات جدتي العربية حكايات وطن مع ثرثرة فوق النيل ميرامار اللص والكلاب أولاد حارتنا مثيرة الجدل والنقد حتى وقتنا الراهن بكل فلسفة مبدع كبير والقاهرة 30 الشحاذ رودابيس زقاق المدق وغيرهما من إبداعات زمن كانت فيه الشمس الحائرة بين ضفاف عالمه الروائي تمنحه سر بقاء تلك الروايات الخالدة التي تحدت اليوم فيروس كورونا ونحن نعيش بينهما بضمير الوطن!
يقينا يدرك سيد الرواية العربية نجيب محفوظ في منفاه البعيد اليوم أن بقاء الرواية العربية في زمن فيروس كورونا هي إبداعات عميقة وفتية تجدد نفسها ومن تلقاء نفسها مهما كانت قسوة وباء جائحة كورونا ومهما كانت الشمس تبدو غائبة لكنها فلسفة الرواية العربية التي تسافر بنا إلي عالم كبير مهما بدا هو الانغلاق التام وغير التام عنوان عالم كبير وبتدابير احترازية لكن قال لنا سيد الرواية العربية الأستاذ نجيب محفوظ أن الفيروسات القاتلة لا وجود لها بين متعة التأمل والقراءة والرغبة الدائمة في الإبداع والانتماء لروافده المتأصلة في قلب جدتي والتاريخ النيل العظيم دجلة والفرات العاصي عطبرة والنيل الأزرق وغيرهما من أنهار الوطن العربي الأصيل بكل أبناءه الذين يكتبون اليوم رواية كبري مع عالم كورونا!
رسالته الإنسانية والوطنية العظيمة لكل أبنائه المبدعين عبر آلياته الثقافية الملهمة التي تدعونا للتفاؤل مهما كانت السحب تبدو داكنة و الجائحة الكورونية ما زالت بلا علاج فعَّال، بل يقينا مازالت مشروع روائي عربي كبير!
لتبقي الرواية العربية اليوم في زمن الإنترنت وكورونا تمنحنا الأمل مع سطور أبناءها من المحيط إلى الخليج وهي تداعب سموات أفكارنا وتحدثنا عن فلسفة بقاء الشمس دائمة عمودية ودوماً ذات شباب وأنوثة طاغية!
** **
عبدالواحد محمد - روائي - جمهورية مصر العربية