د.عبدالعزيز الجار الله
لماذا العلا بالذات تم اختيارها لتكون واجهة حضارية للأنشطة الثقافية؟، ولماذا تفوقت العلا على باقي مناطق المملكة في السياحة والآثار؟، ولماذا محافظة صغيرة في مساحاتها أصبحت هي مركز الاهتمام الداخلي والعالمي وأصبحت العنوان الآخر لمدننا ذات المساحات الشاسعة؟.
هذه أسئلة متعددة عن محافظة العلا التي استندت على ما وهبها الله من خصائص متعددة، ودعم ورعاية الدولة السخي في قرار تحويلها إلى نموذج للمحافظات والمناطق السياحة، لكن لماذا سبقت مناطق لديها الآثار والطبيعة والبنية الجيولوجية، والبنية الاقتصادية والاستثمارية والمساحة والسكان والإدارة؟.
وحتى نفهم هذه المحافظة الصغيرة بمساحتها، الغنية بمكنوناتها وكنوزها لابد من التعرف على موقعها وطبيعتها ومخزونها التاريخي:
- تملك مقومات طبيعية جيولوجية وجيمورفلوجية تجعلها النموذج الجيد للإدارة السياحية.
- لها متكون طبوغرافي مميز من جبال وهضاب وأودية وبيئة زراعية ومنخفضات تجعلها غنية بالمرتكزات الجغرافية.
- تمتلك السجل التاريخي والأثري عريق وغني يعود للألف الثاني قبل ميلاد المسيح.
- تقع العلا على طريق الحج والتجارة الشامي والمصري وهي إحدى محطاته ومدنه التجارية.
- ارتبطت العلا حضاريًا بأقطار الشام العاصمة الإسلامية، وتجارة وثقافة دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ومع مصر عاصمة الدولة الإسلامية في مراحل من التاريخ الإسلامي، ومتصلة بثقافة وتجارة دول الشمال الإفريقي.
- تعد البوابة الشمالية للمدينة المنورة مدينة النبي الكريم ومكان المسجد النبوي الذي يفد إليه الحجاج والمعتمرون والزوار.
- متصلة في سواحل خليج العقبة والقريبة من ممرات خليج السويس وقناة السويس حيث الطريق التجاري.
- قريبة من شواطئ البحر الأحمر: أملج والوجه وضبا.
لكن العلا من المحافظات التي تكاد تفتقد إلى شبكة الفنادق العالمية والمحلية والشقق المفروشة والإيواء إجمالاً، على الرغم من عروض السياحة والزيارة. وهذا مستغرب على إدارة سياحة تدعو إلى الزيارة من داخل وخارج المملكة مع نقص مشاهد وملاحظ.