عبدالله بن محمد أبابطين
باعتباري محباً للتاريخ، واستطلاعاً لبعض ما كُتب، نجد أن هناك اختلافاً شاسعاً فيما يتعلَّق بأسلوب الحياة في رمضان لا يتغيّر شيء علينا، وبالذات في روضة سدير سواء بعد وقت الإفطار، أو بعد صلاة التراويح أو بعد صلاة القيام، فأذكر في رحلاتي في أيام الصيف إلى روضة سدير، لما كنا نصلي التراويح ما كان عندنا ذاك الوقت كهرباء، فكان الإمام -رحمة الله عليه - الشيخ عبدالعزيز الفنتوخ يقرأ على السراج، وإذا انطفأ السراج، قرأ على صدره -الله يرحمه- فكنا أطفالاً نصلي التراويح ونصلي القيام، كان الجد عبدالعزيز -رحمة الله عليه- حريصاً على أني أحضر الصلاة، وأنا طفل وقد يكون أحياناً في بعض المواقف وأنا ساجد أنام.
الإفطار كان خفيفاً، يعقبه بعد ذلك العشاء، وكنا أطفالاً أحياناً نمارس بعض الألعاب القديمة في رمضان قد لا يعرفها بعض الإخوان الآن مثل: «البور» و»المقرعه» و»عظيم سرا»، و»الكعابة»)، لذلك عاداتنا في رمضان في روضة سدير لم تتغيَّر حتى الدراسة لم يتغيَّر شيء حتى العمل لم يتغيَّر شيء، التغيُّر كله بعد ما جاءت المدنية واختلفت أمور كثيرة في أعمالها وكان المجتمع زراعياً، ومجتمعاً تجارياً خفيفاً، فكل إنسان في زراعته يعمل، وكل في تجارته على تجارة خفيفة، وكان عندنا منطقة اسمها «الحزم»، كانت تحيط بها البيوت والمسجد، الحزم هذا هو الموقع التجاري لروضة سدير، ويتكون من مجموعة من الدكاكين، مثل المولات الآن، وأنا مغرم بها حتى إنني أنشأت مثيلاً لها في مزرعتي العائذية بروضة سدير.