د. عبدالرحمن الشلاش
إيران بعد قدوم المقبور خميني تحولت إلى دولة ثورية تعتمد في تصدير ثورتها على العدوان والحروب والإرهاب ودعم تحركات أي أحزاب في أي شبر من الوطن العربي الكبير. لقد درست الأحزاب الموجودة فوجدت أنها تلتقي في أهداف مشتركة ومنها الخروج على الحكومات والسعي للاستيلاء على السلطة وإثارة الشبه والشائعات وتوظيف الدين لتحقيق تلك الأهداف!
أيضا سعت دولة الشر لزرع العملاء من أبناء تلك البلدان وخاصة من يظهرون الولاء للملالي لأسباب مذهبية, ومن يخدمون إيران ويقبلون جزم الملالي سعيا وراء سلطة مثل الحوثيين في اليمن وهم من جمعوا الولاء المذهبي والولاء من أجل السلطة واستدامة سيطرتهم على بلد عربي عريق يئن تحت تعسفهم وتسلطهم، ونفس الأمر أو قريب منه حزب الله في لبنان الجريح المغلوب على أمره فهو يدين للفرس مذهبيا ويسعى من خلالهم لتكريس سلطته ومد نفوذه على لبنان كاملا وكلا الحزبين اللذين يلبسان رداء الدين حتى ولو بالمقلوب يحققان لإيران ما تحلم به لتكريس وجودها في أكثر من دولة عربية ومنها سوريا ثم العراق بدعم إيران للأحزاب الشيعية الموالية تماما حتى باتت تصادق على قراراتها في طهران.
بطبيعة الحال الحوثيون لا يرتقون أن يكونوا حزبا وإنما مليشيات لا أكثر لكنهم في النهاية يسعون لتحقيق أهداف إيران وباتوا الآن يدركون أن وجودهم مرتبط بدعم إيران وأن القضاء عليهم لن يتم إلا عن طريق بتر تلك المساندة والدعم الإيراني, وهو الدعم الذي يوجه لعملائها في العراق وسوريا ولبنان وكل أولئك يجمعهم مع إيران ولاء المذهب وولاء البحث على المكاسب من سلطة ومال.
إيران مدت أياديها لكل الأحزاب والجماعات والمليشيات التي يموج بها العالم العربي كي تحقق الرؤية الإيرانية لتصدير ثورتها البائسة في كل مكان، ولعل إثارة تساؤلات عن الجهة التي دعمت القاعدة والتي ساندت داعش وغيرها تكشف كثيراً من الحقائق الغائبة وتؤكد الحقائق المتداولة حول وقوف إيران مع تلك الأحزاب والجماعات!
جماعة الإخوان وخلاياها المنتشرة لا تخفي علاقاتها مع إيران ودعم إيران لها بل والزيارات المتكررة لقياداتها لإيران باتت معلومة ومعروفة ولا تحتاج لأدلة فالدليل ماثل شاخص أمام الجميع ولا ينكره إلا جاهل أو مؤدلج يسير مع القطيع.
الخلاصة أن قطع أيادي إيران تبدأ بالقضاء على أنشطة تلك الأحزاب والجماعات والمليشيات وتحييدها لعزل إيران عن هذا العالم المتعثر بمشكلاته وأزماته الخانقة.