«الجزيرة» - عبدالله عبدالرحمن الخفاجي:
أقام الفنان التشكيلي السعودي عبدالله حماس معرضه التشكيلي الشخصي السابع والثلاثين في صالة نايلا للفنون بمدينة الرياض.
تضمن المعرض 50 عملاً فنياً تشكيلياً ذا طابع غلبت عليه بيئة المملكة العربية السعودية، حيث برز هذا الأسلوب في أغلب أعمال حماس المتفردة بهوية بصرية صنعها بفلسفته الفنية الخاصة ومن خلاصة تجربة زادت عن خمسين عاماً مارس من خلالها الفن التشكيلي وعلمه، تأثر بمن تعلم منه وأثر بمن علمه، عزف في ريشته ألواناً جريئة مع عناصر فنية فريدة ذات دلالات رمزية شكلت تناغما ونسيجا أثرى عيون الناظرين.
وتخلل المعرض أعمال تشكيلية من تجربة مختلفة عما عُرِفَ به حماس، حيث امتازت بطابع تجريدي بسيط يحاكي الطبيعة بدرجات لونية متقاربة قال عنها حماس إنها تجربة تعلمها في إسبانيا وفي فترة الحجر أحب أن يعيدها وينتج بأسلوبها مجموعة من اللوحات.
تضمن المعرض أيضاً بعض الأعمال التراثية التي تناغمت مع ألوان جريئة ورموز معمارية ووحدات زخرفية توثق مراحل تاريخية من تاريخ المملكة، وحضرت المرأة الجنوبية السعودية في لوحات حماس بلباسها المزخرف بالقط العسيري وبألوان صريحة زاهية وسط بيئة زراعية غنية بطبيعتها، واختلفت الخامات والقياسات وصولاً لجدارية بطول 10 أمتار وارتفاع مترين تضمنت عرضاً بانورامياً مشبعاً بالفن.
وقال حماس عن معرضه هذا إنه امتداد لسلسلة معارض أقامها منذ بداياته أولها كان منذ 48 سنة، وقد كانت صحيفة الجزيرة آنذاك أول الحاضرين ويشكرها على استمرار وجودها مع اختلاف الزمان لمعرضه الأخير (السابع والثلاثين) وعلى اهتمامها بالفن التشكيلي منذ بداياته في المملكة.
عبدالله حماس فنان من كبار فناني المملكة التشكيليين، فهو من مواليد مدينة أبها عام 1952م تخرج من معهد التربية الفنية في مدينة الرياض عام 1972 وعمل مدرساً لمادة التربية الفنية في كل من أبها وجدة لمدة 37 عاماً، تأثرت أعماله بالمدرسة التجريدية الرمزية، صنع لنفسه أسلوباً فنياً خاصاً به اعتمد فيه على مفردات الطبيعة وألوانها الزاهية وبساطتها.
أقام معارضه الشخصية بالعديد من دول العالم فكان أولها بمدينة الرياض عام 1974 ثم تنقلت معارضه لكل من أمريكا، الكويت، كندا، ألمانيا، فرنسا، كوريا، الإمارات العربية المتحدة، مصر.
واقتُنيت أعماله من قبل العديد من مؤسسات الدولة والمطارات وشخصيات هامة ومؤثرة في المملكة كما أن له أعمالاً اقتُنيت خارج المملكة في العديد من الدول العربية والغربية.