الهادي التليلي
قمة الأرض دعا إليها بايدن يوم الخميس الموافق للثاني والعشرين من أبريل بمناسبة يوم الأرض و بمشاركة أربعين دولة مؤثرة ومسؤولة على سلامة العالم ومستقبله في ظل تغول التلوث البيئي، وما يتهدد الإنسان من مخاطر تهدد مصير الإنسان. قمة الأرض التي انسحبت منها أمريكا في عهد ترامب تعود إليها اليوم لتستعيد ليس فقط الحضور بل المبادرة ورئاسة القمة الافتراضية، والتي فرضتها قيود جائحة كورونا ومشتقاتها أسئلة البيئة التي تعد السعودية رائدة في تجسيد بدائلها عمليا من خلال مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، والتي في جانبها السعودي فقط إعادة للبساط الأخضر بغراسة 10 ملايين من الأشجار خلال العقود القادمة، مما يعيد إلى النشاط 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهور، إضافة إلى تقليص الانبعاثات البترولية بنسبة 60 بالمائة، وتركيز طاقة متجددة بنسبة 50 بالمائة السعودية التي قدمت للعالم خلال قمة مجموعة العشرين مبادرة التدوير الكربوني لمستقبل أفضل، إضافة لتركيز مدن سياحة بيئية أهمها العلا ونيوم ولؤلؤتها «ذا لاين» دون أن ننسى إنشاء محطات عملاقة للطاقة الشمسية «سكاكا» و»الشعيبة»و «سدير» ومشاريع توليد الطاقة من الرياح «دومة الجندل» و»القريات» و «جدة»و رفحاء» وغيرها.
قمة الأرض 2021 والتي اختارت لنفسها محور العالم الأخضر اللاكربوني والمعالج لقضية الاحتباس الحراري كان منبراً تبادل خلاله الزعماء الكلمات مقدمين مرئياتهم، حيث عبر بايدن عن الخطوات التي تنتهجها الولايات المتحدة لمحاصرة مخاطر التلوث جراء الانبعاثات الكربونية للنصف، وهو تحد صعب التحقيق تحتاج إلى ثقافة ووعي كبيرين لدى مجتمع الصناعة ويتطلب بدائل صناعية محافظة على البيئة وجودة الحياة في نفس الاتجاه قدم الملك سلمان المقاربة السعودية الرائدة في مجال حماية البيئة من الانبعاثات الكربونية من خلال الاقتصاد الدائري وهي مبادرة المملكة خلال قمة مجموعة العشرين التي احتضنتها الرياض، مؤكداً أن الاقتصاد السعودي خلال 2030 سيكون نظيفا وميزة الطرح السعودي أنه ينطلق من خطوات ملموسة ومتحققات على أرض الواقع.
وفي الاتجاه نفسه قدم الرئيس الصيني شي جي بينغ رؤية الصين المرتكزة على بديل تنموي يسمح بدمج البلدان الفقيرة في معالجة سؤال التنمية المستدامة.
وبوتين قدم رغبة روسيا الصادقة في التخلي عن الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى الميثان معتبراً أن الانبعاثات المقصودة نوعان أولها متراكم في الفضاء وثانيها الانبعاثات الجديدة، ووجب النظر إليهما في رؤية علاجية واحدة.
ومن جهته أكد بوريس جونسون الإنجازات والخطوات التي قدمتها وتقدمها بريطانيا في الغرض مثمناً التعاون في المجال مع المملكة العربية السعودية.
وبالنسبة للتدخلات الأوروبية فكانت عموماً تدور في نفس الفلك وتعد تماهياً مع ما تم تقديمه في حين كانت الأطروحات اليابانية منطلقاتها ثقافية رغبة في خفض الاحتباس الحراري لدرجات قصوى، وذلك مقاومة للتغير المناخي الذي تأثيره أكبر على بلدان تتهددها الزلازل.
أما التدخل الهندي لناريندرا مودي والذي لم تمنعه أزمة كورونا التي تسجل في نفس اليوم مئات الآلاف من الإصابات كقيادية عالمياً في المجال.
وباقي المداخلات كانت إيجابية ومنها المداخلة الإماراتية التي أبرزت الجهود واستطلعت المنشود.
قمة الأرض التي دعا إليها بايدن وتمت تلبية الدعوة من البلدان المؤثرة في المشهد الاقتصادي الكوني كانت مرآة عاكسة لخشية جماعية من التلوث الكربوني والآثار السلبية للاحتباس الحراري وما ينجر عنهما من تغير مناخي يهدد حياة الإنسان ومستقبله كانت واعدة بالشكل الذي أزال التوتر القائم بين المعسكرين الشرقي والغربي حول الأزمة الأوكرانية، وما كان يمكن أن يحصل بينهما نتيجة الحشود العسكرية على الحدود حتى أن بعضهم رآى أن قمة الأرض قد تكون أنقظت البشرية من حرب قد تكون كونية، وقد تكون نووية، وإن كان هذا صعب الحصول لعدم استعداد أي كان لحرب بهذه الحجم رغم الرغبة المشتركة في استعراض القوى والظهور بمظهر الأقوى فكان الإنجاز غير المعلن لقمة الأرض التي تناولت الأسئلة البيئية ولم تخض في السؤال الأوكراني وتلك هي الحكمة الأمريكية حلت أزمة واستعادت حضورها في قمة الأرض كقائد وقدمت نفسها كزعيمة وحكيمة تجمع شمل العالم حول الخير.