أحمد المغلوث
كانت المملكة ولا تزال سباقة في التنمية والتطوير ومد يد العون لا للدول الشقيقة والصديقة وإنما لمختلف شعوب العالم بدون تفرقة أو تحيز، بل كانت سباقة في التنبيه والتحذير من خطورة بعض الظواهر السلبية في المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام. هكذا هي المملكة منذ مرحلة التأسيس والتكوين وحتى بعد توحيدها بصورة عامة. كانت سباقة في المشاركة في تأسيس عديد من المنظمات العالمية التي تهدف لخدمة مختلف دول العالم، بل كانت رائدة في تقديم الملايين من الدولارات لهذه المنظمات من خلال صناديقها المختلفة. هكذا هي المملكة. تسعى دائما لخير العالم كل العالم. والتاريخ سجل وما زال يسجل الدعوات الكثيرة التي وجهتها المملكة إلى المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل والمهم لمراقبة النشاط الإيراني في مجال برنامجه «التخصيب» ولذلك ناشدت المملكة باستمرار الأمم المتحدة لبذل الجهود الحثيثة والمختلفة إزاء التعامل بجدية مع ما يقوم به النظام الإيراني في هذا المجال المخيف الذي ربما لا سمح الله له عواقبه الوخيمة والكارثية لا على المنطقة فحسب وإنما على العالم.. ولا شك أن هذه الدعوات والمطالبات المتكررة ومنذ بدأ المشروع الإيراني كانت وما زالت تنطلق دائما من إيمان المملكة لأهمية دورها المحوري لا في المنطقة وإنما في العالم ككل. وكذلك إدراكها لتداعيات امتلاك النظام الإيراني لقنبلة نووية. والعالم يعلم أن هناك أكثر من دوله تمتلك «النووي» منذ عقود لكن هذه الدول لم تسبب خوفا ووجلاً للمناطق أو الدول المجاورة لها ولم تكن لديها طموحات احتلالية أو تصديرها لأجندات وبرامج مذهبية وطائفية. أما الجارة «إيران» فهي منذ أربعة عقود وأكثر وهي تسعى جاهدة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بصورة واضحة وجلية فوجودها في العراق وسوريا ولبنان واليمن مع عدم جدية المجتمع الدولي وتراخيه أمام ما تقوم به من استفزازات ودعم لحزبها «الخبيث» الذي يعترف أمام العالم بأنه ينتمي للنظام الإيراني. وبالتالي فميليشياته باتت ومنذ سنوات تسيطر على الواقع اللبناني، بل إن أذرعة المختلفة والطويلة راحت توجد في أكثر من دولة. حتى أن مليشياته راحت تشارك في تعزيز قدرات الميليشيات الحوثية في اليمن. والميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا بصورة ممجوجة وعلى عينك يا تاجر. وماذا بعد لقد سعت المملكة وبسعة صدر كبير إلى ايجاد حلول عادلة لملف النووي الإيراني ولم تدخروسعا في سبيل ذلك ورحبت بكل المبادرات الهادفة إلى آلة التوصل إلى سلام عادل وشامل بالمنطقة بعيدا عن الخوف من أن تتحول أهداف البرنامج الإيراني السلمي والتي من أجلها كانت فكرة هذا «الملف» الذي دعمته أمريكا خلال الخمسينات. حيث شاركت أمريكا ودول أوروبية في دعم برنامجها الذي تغيرت أهدافه بعد تسلم نظام الملالي للحكم. لذلك بات هذا البرنامج اليوم غيره بالأمس. إنه يثير القلق وعدم الاستقرار في المنطقة بل العالم..