إن حرص الطفل على تفوقه ونجاحه، والارتقاء المستمر في حياته، من أفضل الصفات التي تسعى كلُّ أسرةٍ لغرسها في نفوس أبنائها؛ ليكونوا دائمًا متفوقين متميزين.
وهذه الصفات ربما يولد بها الطفل، ولكنها حتى تستمرَّ تحتاج من الأسرة الوعي والتدعيم، فنجد مثلًا في بعض الأسر يلاحظون الطفل في سنٍّ مبكرة، وهو يستكشف عالمه المحيط، ويؤدي حركات تكيفه مع هذا العالم، مثل محاولة الوقوف، أو عندما يبدأ في خطواته الأولى في تعلم المشي، ويجد الحفاوة والتحفيز والتشجيع والسعادة ممن حوله من أفراد أسرته، أو حينما يتعلم كيف يكتب اسمه؟ أو ينطق اسم والده أو أمه، كل مظاهر السعادة والفرح التي يراها في عيون أسرته، يجعله يتشجَّع لتحقيق نجاحاتٍ أخرى، ليفوزَ بسعادة أفراد الأسرة والأصدقاء، وبالتالي تنمو مواهبه وقدرته التنافسية على التميُّز والإبداع وتحقيق النجاح، في حياته مستقبلًا لنفسه ومجتمعه ووطنه؛ لأنَّ الأسرة وفَّرت له بيئةً ومناخًا مناسبًا للتفوق والإبداع، فينشأ ولديه أهدافٌ وتطلعاتٌ يبذل من أجلها قصارى جهده، ليثبت وجوده وقدرته على النجاح والتميز، ويحقق طموحاته، وأحلامه التي تسيطر على سلوكه وتصرفاته، ويكون أنموذجًا مشرِّفًا لكلِّ الأطفال.
لذا على الوالدين والمربين التمكُّن من بعض الأساليب والآليات التي تسهم في مساعدة الطفل على التفوق والنجاح -بعد توفيق الله تعالى - واللجوء إليه سبحانه وتعالى، وهي كثيرةٌ ومتنوعةٌ وحافلةٌ في النظريات التربوية وعلم النفس.
مع التفاؤل والثقة بما عنده مع الحرص الشديد على الاستفادة من الوقت وتجارب وخبرات الآخرين، والبعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاته ورغبته في التفوق والنجاح، والتركيز على العمل في مجال واضح ومحدَّدٍ، وعدم اليأس والمثابرة، بالإضافة إلى التحفيز والتشجيع باستمرار بأساليب متقدمة، والتعاون مع أهل الاختصاص؛ ليشعر الطفل بأنَّ له دورًا بارزًا مهمًا في المجتمع، وأنه جديرٌ بالاهتمام الذي يتلاءم مع قيمته، فهو مصدر فخرٍ بما يملك من عقل رائع وجميل، يسخِّرُه في سبيل تميُّز العمل نتيجة التربية والتعليم الصحيح جعل منه طفلًا متفوقًا، وقبل هذا يَسَّرَ الله تعالى له سبل النجاح والاحتراف.
** **
رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم - عضو مجلس بلدي الرياض