علي الصحن
ليس أسوأ من ترهل أي فريق أو ذبوله، إلا ذوبان الثقة به في بحر لا نهاية له، وليس أسوأ من فريق يحضر للملعب بلا شخصية ولا هوية ولا هدف ولا طريقة واضحة، وكأنه حضر فقط من أجل إنجاز مهمته في جدول المباريات، ثم المغادرة دون أن يكون للأحداث على البساط الأخضر أي أثر أو تأثير!
في كرة القدم ليس هناك أسوأ من فريق يفقد هيبته وقيمته، ويصبح فريقاً هيناً داخل الملعب، بعد أن كان مجرد ذكر اسمه كافياً لترجيح كفته، وجعل خصمه يحسب ألف حساب لمواجهته.
من الغريب أن تمر الأحداث تباعاً دون أن يكون لها ردة فعل، وقد كان حدثاً واحداً فقط في السابق كفيل بأن يغير كل شيء ويعيد ترتيب الأمور من جديد!
يخسر الفريق مرة أو مرتين يحدث هذا كثيراً، لكن أن يكون التفريط هو القاعدة، والكسب هو الاستثناء، وأن يخسر الفريق بشكل لم يحدث من قبل، فهنا لا بد من البحث عن الأسباب إن كانت غائبة بالفعل.
من الغريب أيضاً في فريق كرة قدم أن يتراجع مستوى الجميع..
فالحارس المتمكن يصبح ممراً سهلاً لأهداف المنافسين، والظهير الطائر يصبح عالة على فريقه، وصانع الألعاب يشكل بكراته المقطوعة خطورة على فريقه، والهداف الذي لا يجارى يجري بلا هدف ولم يعد يبصر طريق المرمى ولا جادة الخطر!
في كرة القدم كما في باقي مناحي الحياة الأخرى: فتش عن الإدارة الجيدة..
الإدارة الجيدة ستكون قادرة على صناعة النجاح، إن بالأدوات المتاحة لديها أو بأدوات أخرى تستطيع استقطابها وضخها في المنشأة أو الفريق.
الإدارة الجيدة تستطيع إبعاد العناصر السيئة، واختيار الكفاءات الفاعلة، فيما تعجز الإدارة السيئة عن التدخل في الوقت المناسب وتظل بانتظار فرج قد لا يأتي وفرح يطول أمد انتظاره.
في أي عمل.. ستكون المجاملات معول هدف، أياً كان العنصر الذي يحظى بها، وفي كرة القدم ستكون مجاملة الإداري أو المدرب أو اللاعب سبباً في سقوط الفريق، وعجزه عن تحقيق ما ينتظره عشاقه منه.
في كرة القدم كل شيء ممكن، لكن أن تأتي كل الأشياء السيئة مرة واحدة، فإن هذا يتطلب التدخل ودراسة الحال والبحث عن علاج، هذا في كل الأندية وليس في ناد واحد بعينه.
في تجارب سابقة، شاهدنا كيف كانت فرق قريبة من السقوط، لكن التدخل في الوقت المناسب، أنقذها وأعادها من جديد، أقول التدخل في الوقت المناسب، أما التدخل المتأخر وبعد أن تطير الطيور بأرزاقها فلن يحقق النتائج المأمولة، بل سيعيد الفريق إلى نقطة الصفر والبناء من جديد، والبحث عن المنافسة في مسابقة أخرى.
في كرة القدم كما في كل مجال: من المقبول أن تخسر... لكن أن تخدش تاريخك الصقيل واسمك الثقيل، فهذا أمر لا يمكن قبوله.
من المقبول أيضاً أن تهتز... لكن أن تهتز قيمتك فهذا أمر لن يكون سهلاً على صفحات تاريخك.
في كرة القدم... لا يريد الناس حلاً مؤقتاً، وردود فعل فقط، يريدون حلولاً دائمة، وخططاً مستمرة، تنهي كافة المشاكل وتتجاوز كل العثرات وتجعل العقبات من الماضي.