إعداد - صبار عابر العنزي:
خصَّ الله أبناء الصحراء بالفراسة وسرعة البديهة والقدرة على اتخاذ القرار الصح في الوقت المناسب، وتميز إنسان هذه الأرض الطيبة باستشراف وقراءة المستقبل بناء على معطيات الماضي والحاضر، ويكفي أن يكون إنسانها ذا قوّة فريدة وحاضرة يقظة متحركة ووثابة لمواجهة متغيرات الحياة...
إن الاعتماد على الثقة بالنفس والنقاء وعمق المخزون المعرفي والثقافي وقراءة ما تنتجه مراكز الأبحاث المتخصصة واستشارة أهل الرأي والخبرة يضيف لمكونات القائد بصيرة وسطوة في الحق واتخاذ القرار السليم...
ونحن في المملكة العربية السعودية كمواطنين كلنا ثقة بولاة أمرنا وندرك أنهم يستندون على رؤية ثاقبة في كل القرارات، وجميعنا معهم في السراء والضراء...
لذا تجد هذا الإجماع السعودي حيال أي قرار تصدره القيادة.. لأننا نعلم أن الإنساني السعودي يأتي في المقام الأول من حيث الاهتمام وندرك مقدار المحبة لنا من قبل ولاة أمرنا الكرام...
وكإعلامي متخصص يمتلك خبرة عالية في تحليل مضمون الخبر الإعلامي, يسعدني أن أتحدث عن شخصية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي...
الذي أضاف لشخصية القائد خصائل وفضائل ومعايير جديدة أدركها كبار القادة السياسيون والمتخصصون في دور الاستخبارات والإعلاميون وأحسوا أن شخصية الأمير محمد بن سلمان القادم إلى العالم بطموح ورؤية ودراية، سيجعل من وطنه وخلال فترة قصيرة في عمر الأمم والشعوب عالمًا آخر يقود القرار السياسي ويحرك اقتصاد العالم، وهذا ليس كلاماً إنشائيًا أو تعبير مواطن محب لقيادته وإنما تحليل بمضمون أحاديث وأخبار وتصريحات كثير من قادة العالم..
وهنا تأتي أهمية شخصيته إذ يتحدث عنه وبتودد ومدارة رؤساء أقوى الدول في العالم مما يدل على أنهم أمام شخصية قوية ومحنكة ذات نفوذ وسطوة سياسية واقتصادية تؤثر في مجريات أحداث العالم...
فقد نوَّه إعلاميًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في ما تم إنجازه في إطار اتفاق خفض الإنتاج «أوبك+»، الذي يهدف لإرساء الاستقرار في سوق النفط العالمية...
قائلاً أن معظم ما تم تحقيقه في إطار (أوبك+) تم بمبادرة الأمير محمد بن سلمان، ونحن ندعم كل ما يعزز استقرار السوق..
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت القيادة الروسية تراهن على الدور الذي يقوم به الأمير محمد بن سلمان في تعزيز العلاقات الثنائية وعلى مستقبل المنطقة، قال الرئيس بوتين:
«نعم، يلعب الأمير محمد بن سلمان دورًا ناجحًا ولدينا معه علاقات شخصية ودية جدًا، فهو المبادر في الكثير من المشاريع بين موسكو والرياض، وهذه المبادرات قائمة وتتطور باستمرار»...
وتحدث بوتين في مقابلة سابقة مع وكالة «بلومبرغ» عن توقعاته حول لقائه المرتقب مع الأمير محمد بن سلمان الذي يشغل أيضًا منصب وزير الدفاع السعودي، فقال إنه «مسؤول نشيط جدًا». واستطرد قائلاً: «إنه شخص يعرف جيدًا ما يريد تحقيقه ويعرف كيف يحقق أهدافه. وفي الوقت نفسه اعتبره شريكًا موثوقًا يمكن أن نتفق معه وأن نكون واثقين من تنفيذ تلك الاتفاقات»...
وهنا تأتي رسالة واضحة المعالم توضح استقلالية القرار السعودي وأنه لا يعتمد على علاقة ثنائية، بل هو صديق الأقوياء جميعًا والكل يحاول كسبه...
تاركًا الضعفاء جانبًا يكيدون، ويسخِّرون وقتهم ومالهم وجهدهم لتشوية الآخرين، لا يلتفت لهم لأن العمل السيء لا يضر إلى صاحبه، فأحلامه غير أحلامهم وطموحه كذلك، لهذا يتركهم يتخبطون ويسير نحو النجاح والرقي...
نعود للعلاقات السعودية الروسية علاقة الند بالند.. القائمة على تلاقي المصالح والمنافع وهي التي تصنع حجم هذه العلاقة..
ومن الأقوياء الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي قال لولي العهد الكريم وأمام جمع كبير من رجال الإعلام «الصين صديق وشريك جيد للسعودية»، وأضاف «الطبيعة الخاصة لعلاقتنا الثنائية تعكس الجهود التي بذلتموها»...
وألمح ولي العهد في رده بذكائه المعهود وهيبته علاقات السعودية مع الصين بأنها:
«علاقة قديمة، وعلاقة سكان الجزيرة العربية مع الصينيين علاقة تمتد إلى آلاف السنين».
وإن التعاملات بين البلدين لطالما اتسمت بالود، وأضاف ولي العهد إن السعودية ترى فرصاً «كبيرة جدًا» مع الصين...
وذكر في إشارة إلى برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل في المملكة وبرسالة موجه ومهمة وحساسة «تتلاقى مبادرة طريق الحرير وتوجهات الصين الإستراتيجية بشكل كبير جدًا مع رؤية المملكة 2030».
وقال إن التبادل التجاري بين البلدين زاد بنسبة 32 بالمئة العام الماضي...
ومما تقدم يتضح للقارئ الكريم حجم وأبعاد هذه الشخصية التي أذهلت قادة العالم واحتلت الصدارة، وما زالت مادة إعلامية خصبة ومتجددة، بل إنها شخصية هذا العام وكل عام، فكلنا يذكر فوز سموه بالشخصية الأكثر نفوذًا عالميًا والذي أعلنت عنه صحيفة «TIME» الأمريكية، وقالت الصحيفة إن محمد بن سلمان أصبح «شخصية العام» في السنة 2017م...
«إذ حصد عددًا أكبر من الأصوات مقارنة بباقي الزعماء العالميين وعمالقة الصناعة ورجال الأعمال والناشطين»...
وتوالت الأعوام وفي كل عام يتصدر سموه قائمة القادة المؤثرين، حفظه الله وحفظ بلدنا الغالي وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة..
وكما قال سموه «دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية. وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة»، وهنا ملمح يؤكد أن رؤية 2030 جاءت مدروسة بشكل قوي ويقف خلف هذه الرؤية رجل دولة على مستوى عالمي سيحقق لها النجاح مهما كانت هناك من عقبات أو معوقات..
ذلك بأن بلدنا كما ذكر سموه تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وتسعى إلى أن تكون محركًا لاقتصادنا وموردًا إضافيًا لبلادنا... وهذا هو عامل نجاحنا الثاني..
ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت:
- شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله.
ومع استعراض لبعض مقولات سموه نجد أنه يؤمن بسواعد هذا الجيل المتطلع ويرى أنه «بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه».
وعلينا أن نسير على خطاها خصوصًا ومقدراتنا ومكتسباتنا ومهاراتنا ومعرفتنا وركيزتنا الأولى سواعد الشباب.. وبسواعد أبنائه سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد..
وهنا يطمئن المواطن بأننا جميعًا لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا، قادرون على أن نصنعه - بعون الله - بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها «لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دومًا إلى الأمام».
نعم استشراف وتطلع للمستقبل يبشر بالخير...
«إن مستقبل المملكة مبشر وواعد، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق. لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل».
ولن يتم ذلك إلا بتقديم حزمة إصلاحات بدأ بها ولعل من أبرزها..
«تخفيف الإجراءات البيروقراطية الطويلة، واتساع دائرة الخدمات الإلكترونية، والاعتماد على الشفافية والمحاسبة الفورية».
وقد لمسنا ذلك من خلال تعاملاتنا الرسمية مع قطاعات الدولة الخدمية..
وكم هي رائعة العبارات التي يسعد بها أبناء الوطن لأنها توضح لنا حجم هذا الطموح المبني على أسس علمية مدروسة، فطموحنا كما قال سموه..
«طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهارًا، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم».
هذه الكلمات مؤذية لأعداء الوطن، والأقزام الذين يتطاولون على عمالقة التاريخ، مفرح ومبهج لكل حر نبيل مسلم عربي، فما بالكم عندما يكون سعوديًا ويؤكد له قائده ويلتزم..
«نلتزم أمامكم أن نكون من أفضل دول العالم في الأداء الحكومي الفعال لخدمة المواطنين، ومعًا سنكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعًا، مزدهرة قوية، تقوم على سواعد أبنائها وبناتها»
وسوف نقدم لكل متابع لهذه الصحيفة في وطنا العربي «سيرة ومسيرة» ولي عهدنا الشاب الطموح المتطلع لصنع قوة وحضارة حديثة نضاهي بها الأمم في كل جوانب الحياة..
هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود أصغر ولي عهد في تاريخ السعودية ونائب رئيس مجلس الوزراء، إضافة لكونه وزير الدفاع، كما يرأس مجلس الشؤون السياسية والأمنية وكذلك مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي. هو نجل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود...
وهو من أصغر وزراء الدفاع في العالم، وقت تعيينه، وثاني أصغر وزير دفاع سعودي. كما أنه أول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز يتولى منصب وزير الدفاع...
ولد محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في 31 أغسطس 1985 في الرياض وتلقى تعليمه العام في مدارس العاصمة الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة، وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج المتخصصة...
حصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، وحاز على الترتيب الثاني على دفعته من كلية القانون والعلوم السياسية..
في 10 أبريل 2007 م عُيِّن الأمير محمد مستشارًا متفرغًا بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودي، وفي 16 ديسمبر 2009 م انتقل من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء إلى إمارة منطقة الرياض ليُعيَّن مستشارًا خاصًا لوالده أمير منطقة الرياض ولكنه استمر مستشارًا غير متفرغ في هيئة الخبراء حتى 3 مارس 2013 م قبل أن ينتقل للعمل مستشارًا خاصًا ومشرفًا على المكتب والشؤون الخاصة لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان وذلك بعد توليه ولاية العهد...
وفي 25 أبريل 2014 م صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرًا للدولة عضوًا بمجلس الوزراء السعودي بالإضافة إلى عمله...
وفي 23 يناير 2015 م صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرًا للدفاع كما صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسًا للديوان الملكي ومستشارًا خاصًا لوالده الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمرتبة وزير..
وفي 29 يناير 2015 م صدر أمر ملكي بالتشكيل الوزاري واستمر في منصبه وزيرًا للدفاع كما صدر أمران ملكيان بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وتشكيل المجلس برئاسته...
في 29 أبريل 2015 م أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمرًا ملكيًا ينص على اختيار الأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد وتعيينه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع ورئيسًا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية...
هو صاحب «رؤية السعودية 2030»، وهي خطة ما بعد النفط للمملكة العربية السعودية تم الإعلان عنها في 25 أبريل 2016م وتتزامن مع التاريخ المحدد لإعلان الانتهاء من تسليم 80 مشروعًا حكوميًا عملاقًا، تبلغ تكلفة الواحد منها ما لا يقل عن 7.3 مليار ريال وتصل إلى 20 مليار ريال، كما في مشروع مترو الرياض...
نظَّمَ مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الخطة برئاسة سموه حيث عرضت على مجلس الوزراء برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود...
وفي 7 يونيو 2016 م وافق مجلس الوزراء السعودي على برنامج التحول الوطني أحد برامج «رؤية المملكة 2030».
بعد شهرين فقط من تولي سموه وزارة الدفاع أشرف على إدارة العملية العسكرية «عاصفة الحزم» التي انطلقت فجر يوم 26 مارس 2015م وكانت بالتحالف مع عشر دول عربية وإسلامية ضد جماعة الحوثيين وحلفائهم بدعوة من الحكومة اليمنية...
أوكل له والده العديد من ملفات السياسة الخارجية، عبر تكليفه بإجراء العديد من الزيارات الخارجية، والنيابة عنه في حضور عدد من المناسبات المهمة بالخارج، منها زيارته للولايات المتحدة الأميركية في مارس 2017 م واستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن...
حصل سموه على جوائز عدة، منها:
- جائزة شخصية العام القيادية لدعم رواد الأعمال لعام 2013م المقدمة من مجلة «فوربس الشرق الأوسط»، وذلك بصفته رئيسًا لمجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب.
لسموه نشاطات خيرية ومبادرات اجتماعية متعددة، حيث تأثر بعمل والده الملك سلمان بن عبد العزيز في المجال غير الربحي، وأسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه وهي مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية «مسك الخيرية» التي يرأس مجلس إدارتها، والهادفة إلى دعم تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع السعودي، من خلال تمكين الشباب السعودي وتطويرهم، وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية.
أطلق ولي العهد السعودي برنامجًا مجتمعيًا غير ربحي بعنوان «سند محمد بن سلمان» في 30 ديسمبر 2018م بحيث يتلمّس احتياجات فئات متنوعة من المجتمع لتحقيق الحياة الكريمة والاستقرار، ويقدم مبادرات تنموية واجتماعية، توفر المساندة من خلال الدعم المادي والمعرفي في إطار عملي واضح وآليات محددة عبر منصة تقنية تشمل جميع خدمات البرنامج وتكفل الوصول إلى فئات المجتمع المختلفة...
وأعلن برنامج «سند محمد بن سلمان»، في أبريل 2019 بدء صرف عطاء يصل إلى 100 مليون ريال لمستحقي الدفعة الأولى البالغ عددهم أكثر من 4200 مستفيد من مبادرة «سند الزواج»...
** **
Sabbar2013@hotmail.com