سهوب بغدادي
فيما نشهد مرارًا إعلان وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عن إغلاقها عددًا من المساجد بعد ثبوت حالات إصابة بفيروس كورونا بين صفوف المصلين. في الوقت الذي تعاد فيه فتح المساجد المغلقة في وقت سابق بعد تعقيمها وتنظيفها وما إلى ذلك. وذلك عمل جميل من الوزارة التي برزت جهودها المباركة خلال الجائحة. إلا أن العديد من الأشخاص لاحظوا خلال صلاة التراويح هذا العام –أدامها الله علينا من نعمة- أن بعض المصلين لا يلتزمون بالإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الوقائية من الفيروس كلبس الكمامة أو جلب السجادة الخاصة بكل مصلٍ أو التباعد أحيانا وفي أحوال أسوأ مخالطة الشخص لشخص آخر ثبتت إصابته بالفيروس ومن ثم خروج الأول ومخالطته عامة الناس أو الأقارب. فهل تلاشت الرهبة من الفيروس؟ إن إغلاق المساجد بعد ثبوت حالات مصابة بالفيروس أمر غير مفيد باعتقادي، لأن الفعل (الإغلاق) يأتي بعد وقوع الأمر غير المحبب، لذا يستلزم العمل بشكل استباقي لإلغاء أو التقليل من الأمر غير المستحب، لا التصرف بعده! فيستحسن أن يكون هناك ممثل رسمي من وزارة الشؤون الإسلامية في مساجد الأحياء والجوامع لمراقبة المصلين عند دخولهم، كأي مكان يشترط على المرتادين قياس الحرارة وثبوت عدم الإصابة بتحميل تطبيق توكلنا، نعم، هي بيوت الله جل جلاله ولكننا في جائحة والخطر لا يزال محيط بنا -حمانا الله وإياكم- برأيي المشكلة لا تكمن في المسجد الذي ثبتت فيه حالات الإصابة؛ بل في المصلين فليس بالضرورة أن يكون المصلون ذاتهم موجودين على الدوام وقد يدخل شخص للمسجد من حي أو منطقة أو مدينة أخرى يوما ما، لذا تعد الوقاية خير من العلاج. أما على صعيد الحياة اليومية فلمست تأخرا في مراقبة الذات والمبالاة بخطورة الفيروس من قبل المخالطين، فهناك من يتسكعون بيننا وقد خالطوا حالات مؤكدة، والأدهى والأمر أن بعضهم قد ثبتت إصابته ولكنه يسكن أعراضه بالعقاقير ويعيش حياته بشكل طبيعي، بحجة أنه يلبس الكمامة ولن يصيب شخصا بالعدوى، وشخص آخر لا يلبس الكمامة بتاتا لإكماله جرعات لقاح كورونا وتحصنه من المرض! فيستلزم التنبيه وردع من يمارس هذه الأفعال المضرة بحق المجتمع، ونحمد الله على ما نتمتع به في بلادنا الحبيبة من أمن ورخاء ورعاية ولنا في الدول الأخرى المتأثرة بالجائحة خير دليل على وجوب حفظ النعمة لدوامها بإذن الله الحفيظ.