رجاء العتيبي
أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن (الشغف) صفة أساسية للقادة الإداريين سواء في الإدارة العليا أو الوسطى أو الدنيا، وبدونه لا يمكن أن نتحصل على إنتاجية مؤثرة، وأشار إلى أن كثيراً من القادة لا يتصفون بهذه الصفة، ما جعل أعمالهم روتينية لا جديد فيها، وقال في اللقاء الشهير في برنامج الليوان الأسبوع الماضي الذي يقدمه / عبد الله المديفر، وبثته أكثر من قناة فضائية، إن الشغف هو ما يجعل العمل حيوياً ومثيراً وجديداً، مبيناً أنه أحد أهم صفات القائد.
وللأسف أن كثيراً من القادة لا يعرف الشغف، ولا مفهومه، ولا شكله، ولا لونه، وبعضهم لا يريد أن يعرف، ولا يريد أن يتعلم، بل إن بعضهم غير قابل للتعلم، والكثير منهم، غارق في منطقة الراحة، لأن أي تغيير في سلوكه الإداري يربك توازنه، وخشية من سقوطه يبقى على ما هو عليه، فطالما الامتيازات مستمرة، فليذهب الشغف إلى الجحيم، أهم ما عليه أن يبقى القائد الهمام الذي لا يشق له غبار أطول فترة ممكنة، حتى لو شكلاً، وصورةً، وتمثيلاً، وفبركة.
أما القائد الذي لا يعرف الشغف، ويريد ـ في الوقت ذاته ـ أن يتعلم، وقابل للتعلم، عليه فقط أن يتابع لقاء سمو ولي العهد في لقائه الأخير، يتابعه أكثر من مرة، وعليه أن يركز على حيوية الأمير/ محمد سلمان، وكلماته التي تنبض بالروح والحماس والإقدام، عليه أن يركز على حركاته وسكناته، وفكره، وأقواله، وترتيبه للكلمات، ودقته في تحديد المعنى، عليه أن يركز على زفراته، وكيف يأخذ كمية من الأكسجين ليدفع بها كلماته المتفائلة، روحه التي لا تخاف، رؤيته التي لا يحدها حد.
عليه أن يركز على الطرق الجديدة التي يسلكها ولي العهد، ليست الطرق السهلة، وإنما الطرق الوعرة، مدفوعاً بالهمة، والمنافسة، والتفوق، والتحدي، على القائد الذي لا يعرف الشغف أن يركز أكثر على إيماءات محمد سلمان المتسقة مع حديثه، عليه أن يركز على مقدار الهمة التي يحملها، الهمة التي أتعب بها جسده، وأتعب معه الآخرين ممن يعملون معه بشكل مباشر، فإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام.
على القائد الروتيني أن يغير من طريقته، باتجاه الشغف، حتى يتماهى مع قائد الرؤية محمد سلمان، وإن لم يستطع، عليه أن يترجل، ويترك المجال لآخر أكثر شغفاً، وهمة، وحماسا، وإنتاجية، فالسعودية تقوم بأعمال تنافسية، لا يستطيعها سوى أهل الشغف الذين وصفهم ولي العهد في اللقاء، وطالما قائد الرؤية يملك الشغف الكافي ليجعل السعودية في مكانة أفضل، فإنه يريد أن يتصف القادة بالصفة ذاتها، فلا مجال لمتقاعس، أو روتيني، أو بيروقراطي، أو متكلس في مسيرة الرؤية.