فهد بن زيد الدعجاني
لترائي هلال الشهر أهمية عظيمة للعباد وللدول ومؤسساتها، فعندما يتم تحديد دخول الشهر فلكياً يترتب على هذا التحديد عبادات وتنظيم عمل، وخطط أمنية، وبرامج رسمية وفردية وغيرها من الفوائد التي تمس مصالح المسلمين في أنحاء العالم كافة ومؤسسات الدول، ولذا وجب علي التنويه لثغرة لم تُغلق حتى هذه اللحظة، وتتمثل في تنافس كثير من المدعين لرؤية الهلال بهدف الظهور الإعلامي والتكسُّب منه، وهذه آفة خطيرة، ينعكس خطرها على الأمة الإسلامية وعلى المسلمين في أصقاع الأرض، كون المملكة هي الدولة الأولى في العالم التي تحدد رؤية الهلال سنوياً، وأغلب دول العالم الإسلامي والمسلمون في العالم ينتظرون بيانها الرسمي، والجهة الرسمية المعنية في المملكة تعتمد على لجنة شرعية للترائي ويمدها بالمعلومات أفراد موثوق برؤيتهم ومرتبطين بهذه اللجنة، بعد أن يتم توثيق هذه الرؤية بالشهود رسمياً، ولكن تكمن الثغرة في عدم وجود ضوابط أكثر صرامة للتخلص من كل ما يؤثر على سلامة هذه الرؤية ونزاهتها، فالرائي الحقيقي الذي تعتمد عليه اللجنة الشرعية - بعد الله - طوال السنوات الماضية يقع بين فئتين، الأولى تريد إيقافه بضوابط رسمية لأهداف شخصية، ويقع أيضاً هذا الرائي في مأزق المتسلقين والمدعين للترائي بهدف التكسب الإعلامي، وهذه أيضاً ثغرة أخرى تشوش على رؤية الرائي الحقيقي والموثوق فيه.. لذا آمل من وزارة العدل التحرك سريعاً ووضع الضوابط التي تحقق الهدف المنشود وتكون هذه الضوابط كالتالي :
أولاً : يمنع أي وسيلة إعلامية رسمية أو أي فرد عبر وسائل التواصل الاجتماعي نشر خبر عن رؤية الهلال، ما لم يكن بعد البيان الرسمي من مجلس القضاء الأعلى.
ثانياً : تسجيل أسماء من لديهم المقدرة والمعرفة والخبرة في الترائي رسمياً ويمنحون بطاقة .
ثالثاً : يسمح لمن لديه المقدرة والرغبة في الترائي بشرط أن يدون رؤيته وبشهود عبر القنوات الرسمية وهي اللجنة الشرعية للترائي أو المحكمة وليس عبر القنوات الإعلامية.
رابعاً : يكون هناك مجلس أعلى للترائي يضم في عضويته قضاة وخبراء في مجال الفلك والطقس، ومن لديهم خبرة طويلة في الترائي.
خامساً : أن يرتبط الرائي المعتمد رسمياً ومرصده بوزارة العدل وليس بجهات أخرى حتى لا يكون فيه ازدواجية أو تسييس لهذه الرؤية.
فالوضع يحتاج معالجة سريعة ولا يترك الحبل على الغارب لأن ضرر هذا التهاون كبير، ولم نر حتى هذه اللحظة ضوابط من وزارة العدل، فالموضوع مختصة به وزارة العدل دون غيرها، والله الهادي إلى سواء السبيل.
** **
- حوطة سدير