عايض البقمي
سفير الوطن فوق العادة «روح المدينة» و»ديربي كنتاكي الأمريكي2021» الجائزة كبيرة.. والفشل مرفوض.. لذا استعد مع العدائين كلهم عندما تشرق الشمس في الصباح ثم نعدو مع العدائين.. عندما تغرب الشمس كل مساء.. لكن لسنا في السباق نعدو! بل نريد الفوز..
تلك العبارات تُصور المشهد الفروسي العالمي المهيب فجر السبت الماضي بتوقيت الوطن وبتوقيت أمريكا المساء، حيث قدمت لنا أمسية العالم «الكنتاكي ديربي» في نسختها التاريخية الـ 147 بطلا سعوديا لم يكن مرشحاً بنسبة كبيرة مع صفوة جياد العالم ذات الثلاث سنوات.
فعلها «روح المدينة .. مدينة سبيرت» ويقف من خلفه في قلب الحدث ابن المدينة المنورة البار «الجنتلمان» عمرو زيدان.
فعلها الرهيب والحبيب لكل السعوديين والعرب بخطة المبارزة والمنازلة الشرسة والشجاعة في التوقيت المناسب الذي سعى إليه أعظم مدرب خيول في العالم لسباقات السرعة وصاحب الشعر الأبيض الأمريكي «بوب بافرت» .. بعد أن فجرها مدوية وعالمية تاريخية بشعبته المريرة على كل منافسيه، وسفير الوطن فوق العادة «روح المدينة» يتزعم الصدارة وبانطلاقة «صاروخية» .. «وير تو وير» ليؤكد مجدداً بأن عالم سباقات الخيل لا يعترف بالترشيحات والمرشحين.. مهما كانت أسماؤهم وصولاتهم وجولاتهم .. دائماً ما أخرج في مثل هذه السباقات بمدلولات أكبر في عالم سباقات «كروفر» المفرحة غير المفرحة.. بأن أدوار المدرب الخبير الفطن وباسمه الكبير بألا يشرف على جواد عادي حتى وإن كانت سلالته للوهلة الأولى غير عريقة ومغرية ومشجعة.
وهذا ما حصل بينه وبين جواده «مدينة سبيرت» والذي بدوره نقل إمكانات جواده للخيال العالمي «جون فيلا سكيز» الذي قام بتنفيذ توجيهات مدربه كاملة وبإمكانات مُتقنة وبراعة واتخاذ القرارات في التوقيت المناسب وعلى المسافة المناسبة ومع الجواد الفذ «مدينة سبيرت».
وبعد معطيات هذا السباق.. أخرج بكامل قواي العقلية.. وأتحيز رغم إمكانات الخيال المتساوية مع إمكانية الجواد البطل.. وبنسبة متساوية في طريق الانتصار ولاسيما عندما يملك ذلك الخيال أعصاباً «فولاذية» ومهارات تكتيكية إلى حدّ «جنون البراعة والذهول» .
يقول صاحب الشعر الأبيض الكثيف.. على رأس ذلك العبقري «بوب بافرت» وأفضل مدرب أنجبته المضامير الأمريكية بعد أن سجل نجمته السابعة في «كنتاكي ديربي»، وتحديداً بعد نهاية السباق في مقابلة متلفزة لإحدى المحطات الأمريكية المتخصصة: لم أكن أتصور إطلاقاً ألا يكون الخيال «جون فيلا سكيز» صاحب الكلمة الأقوى في ذلك السباق متى نفذ الخطة المطلوبة منه، وكنت أعلم أنه متى اعتلى صهوة حصانه فإنه يمتلئ حيوية ويملأ مكانه في سباقات الخيل كالأساطير كرستاينو رونالدو وميسي في ملاعب كرة القدم.
ويضيف «بوب بافرت» في القول: لم يكن هناك مغزى في أن أحاول إخبار «جون» عن كيفية ركوب «مدينة سبيرت» فلديه الخبرة، فقط طلبت منه أخذ سلاح المبادرة المبكرة واستغلال موقعه المميز في جهاز الانطلاق وفعلاً طبق التعليمات بحذافيرها.
وبعد أن كان «روح المدينة» في يومه وبلغ الضغط مبلغاً عظيماً من الخيال «جون» كانت الحظوظ متفاوتة بين المتسابقين وكلهم يريدون الفوز الكبيرغير أن خيال «مدينة سبيرت» كان واثقاً سلفاً ولم يكن هناك مجال لأن يتركنا ننزلق فيما كنا جميعا ندركه وهو أن المنعطف الأخير هو المحك.. والمنافسون يقتربون منه.. غير أن كلمة «رهبة» لم تكن واردة في قاموس الخيال «جون» فما كان منه إلا أن قاد «روح المدينة» بفضل خطواته المتسارعة وصموده الكبير ليسجل نصراً عظيماً رغم قلة أسهمه الترشيحية ،وأبارك هنا لصديقي الطموح عمرو زيدان الذي كان معنا طوال الفترة الماضية، ليتحقق لنا ما أردنا وليفوز شعاره بأعظم السباقات في العالم.