خالد بن حمد المالك
أكثر دولة تضررت من الإرهاب الإيراني هي الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر الجرائم الإيرانية دموية كانت من نصيب الأمريكيين، تناغماً مع قول طهران: الموت لأمريكا، ومع ذلك فأمريكا تمارس ضبط النفس، وتتعامل مع إيران بأسلوب رخو ينم عن ضعف وتسامح يرقى إلى درجة تشجيع طهران على مواصلة جرائمها دون أن تجد رادعاً، أو من يقتص للأبرياء الذين أهدرت إيران دماءهم دون وجه حق.
Vنحاول أن نفهم ما سر هذه المداراة والتسامح مع نظام يرتكب كل هذه الأعمال الإرهابية ولا يجد من يردعه، فلا نقبض من المعلومات المتاحة غير ما يزيد من الغموض لدينا، ويثير استغرابنا، ويجعلنا في حيرة مما نراه، بينما جرائم ومجازر إيران تفوح منها الكراهية والحقد وإباحة القتل بدم بارد وعلى الهوية، فيما يصرخ أهالي القتلى والمصابين بالدعوة إلى الانتقام دون أن يجدوا آذاناً صاغية.
* *
وليست الولايات المتحدة الأمريكية وحدها من نالها عنصرية إيران، إذ إن أغلب الدول مسَّها جنون هذا النظام الكريه مثلما حدث لأمريكا والأمريكيين، والأرقام والإحصائيات والشواهد تتحدث عن الحقائق، عن الأفعال المدمرة، والممارسات القاتلة، والسلوك النتن في تعامل طهران مع دول العالم، فهذا نظام مجرم، وهذه دولة لا تحترم القوانين والمواثيق الدولية، والأمر لا يحتاج إلى دليل، فالدليل حاضر، والدليل يدين هذه الطغمة الفاسدة في إيران.
* *
فمنذ ثورة الخميني وإلى اليوم، نحن أمام مجازر لا مثيل لها، ولم تحدث من أي دولة في العالم، لكنها من إيران حدثت وتحدث، ويتم التعامل مها بلا مبالاة، وأحيانًا يغض الطرف عنها، وسوف تستمر ما لم يقف العالم متحدًا ومتضامنًا أمام هذا التهور الإرهابي غير المسبوق، فنحن لسنا أمام دولة، ولا مع نظام يتماشى مع الأعراف الدولية، وبالتالي لا يتصادم مع الدول الأخرى لتنفيذ أجندته، حتى ولو كان ذلك على حساب حرمان ثمانين مليون مواطن إيراني من قوتهم وحرياتهم.
* *
نظام الولي الفقيه، دمَّر الاقتصاد الإيراني، وزجَّ بالأحرار من الإيرانيين في السجون، وعادَى جيرانه، وجعل البلاد مكبَّلة بالعقوبات التي يتضرر منها الشعب لا النظام، منصرفًا عن إسعاد المواطنين إلى الحروب، وإلى نزاعات ومناكفات عبثية، ما جعل هذا النظام يقود إيران إلى مراحل متأخرة في التنمية والتطور في جميع مجالات الحياة.
* *
لا نطيل، فالكل يتذكر بعض جرائم ملالي إيران، والكل لم ولن ينسى عملياته الإرهابية على امتداد دول العالم، من خلال أذرعته في لبنان والعراق، فالتاريخ يتحدث عن وفاة 300 عسكري أمريكي وفرنسي إثر تفجير مقرات قوات حفظ السلام في بيروت، وخلال العام نفسه قُتل نحو ستين من الأمريكيين إثر تفجير السفارة الأمريكية في بيروت، هذا إلى جانب خطف الطائرات، وتفجير السفارات في عدد من الدول، وكان يشرف على هذه العمليات قائد الحرس الثوري المقبور قاسم سليماني.
* *
نكتفي بهذا القدر من الجرائم الإيرانية (القديمة)، التي كانت تُنفذ بالوكالة عن إيران لتتجنب المساءلة، أما الحديث عن العمليات الإرهابية (الحديثة) التي لإيران ضلوع بها، فلا تزال دماء الأبرياء حارة ولم تجف بعد، ومع ذلك فالولايات المتحدة الأمريكية وهي المتضرر الأكبر في الماضي والحاضر من الجرائم الإيرانية تحاول استرضاء طهران، والوصول مع النظام الإيراني من خلال الحوار للعودة إلى الاتفاق النووي، وبالتالي إنهاء العقوبات، وكأنها تقدم مكافأة لنظام الملالي على جرائمه التي لم تتوقف، فلله المشتكى، فعنده ما يُنصف به الأبرياء.