علي الصحن
تعثر فريق الهلال خلال الموسم الحالي (16) مرة - 9 هزائم وسبع تعادلات - مقابل تحقيق الفوز في (17) مباراة - أي أن عدد مرات التعثر مماثل تقريباً لعدد مرات الفوز، وسجل الفريق (56) هدفاً مقابل (36) مرة اهتزت فيها شباكه، وخسر حتى الآن لقبين - السوبر وكأس الملك - وكان على مرمى حجر من الخروج من بطولة آسيا، فيما لا زالت حظوظه قائمة في المنافسة على لقب الدوري، وقد يتضح كل شيء في لقاء الفريق غداً مع نظيره الشبابي.
هذا الموسم أيضاً شهد خسارة الفريق بالثلاثة والأربعة، وخسارته من فرق يخسر منها للمرة الأولى في تاريخه، وفشله في تسجيل لاعب أجنبي سابع، كما شهد أطول سلسلة تعثر للفريق في تاريخه الحديث.
لو سألت هلالياً قبل بداية الموسم عن أسوأ سيناريو يتوقعه لفريقه لما توقع ما حدث له هذا الموسم، خصوصًا أنه قد أنهى للتو موسماً حقق فيه كل شيء، علماً بأن هناك من حذَّر الهلاليين من تراجع مستوى فريقهم، وخفوت نجم بعض لاعبيه من الموسم الماضي، وأن الفريق يحقق نتائج جيدة، لكنه لا يقدم كرته الممتعة، لكن البعض لم يعجبه ذلك، وكانت الانتصارات تغطي واقع الفريق حتى وصل التراجع إلى حجر الزاوية، ولامس منحنى الخطورة فحدث ما حدث وقدم فريق الهلال بطل القارة الآسيوية وفريق القرن فيها والنادي الأكثر ذهباً وألقاباً وإنجازات موسماً صعباً وأرقاماً خدشت تاريخه وهزت هيبته وجرحت كبرياءه وزرعت القلق في قلوب عشاقه.
لماذا تعرض الهلال لما تعرض له..؟
لأن القائمين على الفريق، لم يتدخلوا في الوقت المناسب، التدخل بعد فوات الأوان لا قيمة له، صبر الهلاليون على مدربهم السابق رازفان رغم أن مستوى الفريق يتراجع معه بصورة خطيرة، والمدرب يعجز عن إحداث أي تغيير وربما زاد تدخله الطين بلة، وعندما تدخل القائمون على الفريق كان العلاج على طريقة «المستجير من الرمضاء بالنار»، إذ لم يكن المدرب البديل قادراً على فعل أي شيء، وبات واضحاً أن من تدخل لم يضع يده على مكمن الخلل بالكامل، وبدا أن المسألة ليست فنية فقط، وأن هناك الكثير والكثير من الأمور التي نفضت الخسائر الغبار عنها، وأصبح الهلاليون يتحدثون عنها في وسائل التواصل الاجتماعي.
في وقت سابق كان أي مدرب قادر على قيادة فريق الهلال.. اسم مغمور مثل نوغيرا حقق الدوري وأول الألقاب الخارجية، واسم آخر - سيدنهو - حقق أول الألقاب القارية، وكارلوس الذي خلف كندينو موسم 1990 حقق الدوري... حتى قيل أن الهلال يصنع المدربين.
أين لاعبو الهلال اليوم: لماذا يعجزون عن تجاوز فرق الوسط والمؤخرة، وكيف يخسرون بالأربعة والثلاثة، وكيف يسقطون أمام فرق كانت تعتبر التعادل مع بطل القارة إنجازاً؟ كيف أصبحت الأهداف تلج مرمى الفريق بسهولة، ولماذا أصبحت صناعة الهدف عملية معقدة؟ لماذا تراجع مستوى بعض اللاعبين بشكل غريب، وكيف يلعبون مباريات حاسمة ببرود عجيب... هل هذه مسائل فنية دائماً.. بالطبع لا!!
حضور مدرب جديد قد يصنع أثراً نفسياً سريعاً لا يلبث أن يزول ويعود الفريق إلى واقعه، وتمرير الوعود لم يعد كافياً لإقناع المدرج الكبير بأن العلاج آت، الهلاليون اليوم أمام واقع مختلف، لا يكفي فيه وعد ولا مدرب جديد ولا تغييرات سريعة... الهلال يحتاج للكثير حتى يعود سيرته الأولى..
يحتاج مثلاً إلى مدرب قوي الشخصية يعرف كيف يتعامل مع النجوم ويخلف فيه الحافز والطموح.
ويحتاج إدارة كرة قوية ومؤثرة ومتفرغة للفريق ومتابعة أحواله ولاعبيه.
ويحتاج إلى استبدال معظم لاعبيه الأجانب وضخ أسماء محلية جديدة فيه.
هذا بشكل عام، أما التفاصيل فهي كثيرة وما من هلالي إلا ويعرفها ولو قام كل قارئ بعصف ذهني سريع لكتب العديد من المشاكل والحلول والآراء حول الفريق .... وربما يمكن اختصار كل شيء بالعبارة الخالدة «فتش عن الإدارة».