رقية سليمان الهويريني
كان عيد الفطر المبارك في العام السابق2020 صامتًا، حيث كان الخروج من المنزل والتجول محظورًا، وهناك منع رسمي حازم لكافة الأنشطة والاجتماعات بسبب الاحتياطات والتدابير لجائحة كورونا. وهذا العام 2021م يرى البعض أن العيد يأتي خافتًا حيث يقتصر على لقاء الأسرة الصغيرة محدودة العدد بلا اجتماعات عائلية في القاعات أو الاستراحات تحسباً من جلب كارثة وامكانية انتشار الفيروس أو انتقال العدوى بين المجتمعين فينقلب الفرح ترحاً وحزناً، وقد تفقد العائلة بعض أفرادها بسبب اجتماع طارئ يمكن تأجيله إلى ما بعد انحسار الغمة.
العجيب أن البعض كان يتذمر من حضور مناسبة العيد بدعوى أنها مملة ومجهدة ومنهكة ومرهقة أو مكلفة وشاقة، عدا عما يعتريها من حالة التصنع والتكلف والمجاملات! أما بعد الاحتياطات والإجراءات المشددة من انتشار كورونا فقد بدأ الحنين يجتاح تلك النفوس التي صارت تتضجر من وضع أجواء العيد الحالي واقتصاره على عدة أفراد وإلغاء مناسباته المعتادة!
والحق أن العيد شعور ومشاعر وليس اجتماعات ولقاءات فقط! فحين يهل العيد، وأنت بخير وأحباؤك ينعمون بالصحة وراحة البال والاستقرار؛ تشعر بفرحة العيد وتنتابك مشاعر الغبطة والشكر لله عزّ وجل أن أتم نعمته عليك ورزقك بأسرة صغيرة تعيش في كنفها ويتفيأ أعضاؤها بظلالك ودفئك، كما تحمد ربك أن جعلك فرداً من عائلة كبيرة تأنس بقربهم ويتحسسونك إذا غبت، كما رزقك بأصدقاء يشاركونك أفراحك وأتراحك ويربتون على قلبك قبل كتفك. وحين يكون كل هؤلاء حولك وفي قلبك وفؤادك، كما أنت في وجدانهم؛ تشكر ربك وتحمده، وتتضاعف لديك فرحة العيد..
وأن يكون لك وطن تسكن فيه وتنعم باستقراره وتعيش بأمن وأمان وطمأنينة؛ فهذا عيد دائم لا ينكره إلا جاحد.
ونحن نودع شهر رمضان الكريم ونترقب حلول عيد الفطر المبارك بعد أيام؛ أهنئ قراء الجزيرة ومنسوبيها، كما تمتد التهنئة لكل مواطن في بلدي يقاسمني حلاوة المواطنة وطعمها اللذيذ، وإشراقة شمس عيده الساطعة.
وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية وراحة بال.