م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الثبات على الحق والثبات في ملاقاة الأعداء والثبات على مبادئ الوفاء والوصال والعطاء.. كلها أمور يثيب عليها الخالق ويثني عليها المخلوق.. وهذا هو الثبات المحمود.. كما أن هناك ثباتاً من نوع آخر يعني الجمود والتوقف والصد والتحجر والعمى وإعاقة النمو.. وهو الثبات المذموم.. فالثبات في المعرفة توقف عن التعلم.. والثبات في العادات يعني التقليد الأعمى.. والثبات في العمل يعني توقف النمو في الرزق.. والثبات في نمو الجسد يعني الإعاقة.. والثبات في المعيشة يعني التراجع.. والثبات في المكان يعني الأسن والصدأ والعفن.. بينما الحركة بركة وحياة وانبساط وترويض واطلاع واندهاش وتحقيق إنجاز.
2. الثبات في موضع الحركة مميت كالحركة في موضع الثبات.. فوضع الندى في موضع السيف بالعلا مُضِرٌ كوضع السيف في موضع الندى.. هكذا هي الحياة.. وهكذا يقيس الناسُ الناسَ في حياتهم.. وهكذا يحكم الناسُ على الناسِ بعد مماتهم.. إما إضافة للمجتمع أو نقصاً عليه.
3. الحركة تعني التغيير والتطور والانتقال والاختلاف والمرونة.. لذلك أثنت عليها أدبيات الشعوب ومن ذلك قولهم: (في الحركة بركة).. بينما الثبات يعني السكون والجمود والتوقف والتقليد والتيبس والبلادة.. وهذه أمور ذمتها كافة الثقافات.
4. خلق الله تعالى الكون متحركاً متمدداً متسعاً لا تتوقف حركته ولا امتداده ولا اتساعه.. تتحرك كواكبه في مجراته.. كما تتحرك مخلوقاته على كواكبه.. وإذا لم يتحرك المخلوق أصبح جامداً ملتصقاً بالكوكب.
5. الحركة انتقال وانفعال واستجابة.. أما الثبات فهو بقاء ولا مبالاة وسلبية.. الحركة حرارة والثبات برودة.. الحركة انقشاع وظهور وتجلٍّ.. والثبات غياب وانطمار واختفاء.. الحركة مرونة.. الثبات تيبس وجمود.. الحركة حياة.. الثبات موت.