د.علي بن محمد القحطاني
ما بال أمانة جدة هل فقدت البوصلة وأصابها ما أصاب الصين مع صاروخها (لونغ مارش 5 بي) أم أصيبت بكورونا وحققت السبق كاول كيان غير بشري يصاب بكورونا فها هي تفقد بعض حواسها لا ذوق ولا شم وشيء من سمع قليل حتى محاولاتها في تحسين المشهد البصري زادته سوءاً فاستجلبت فكرة السيارات وإقفال فراغاتها بالصخور كمجسمات جمالية التي بدأت من منطقة عسير بمبادرة بعض الهواة هناك بسياراتهم الخاصة ووضعوها في المناطق السياحية وهي في غالبيتها جبلية استخدموا نفس الصخور الطبيعية من نفس الموقع مما أكسبها نوع من التجانس مع ما حولها لتأتي أمانة جدة وتستنسخ نفس الفكرة وبدون أي دراسة أو تعديل لها لتتلاءم مع الموقع والبيئة المحيطة بالموقع الجديد مع محاولة تطويع العبارات الوطنية لتغطية فشلها فما قامت به هو تلويث بصري بامتياز وللأسف مدفوع الثمن مما استدعى تدخل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والأمر بإزالة تلك المجسمات.
وحتى لو افترضنا بقاء تلك المجسمات وانها تضيف قيمة جمالية للموقع ألم يكن الأولى بأمانة جدة إزالة الخطورة وحفظ الأرواح وصون الممتلكات (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) فما بالك والأمر يتعلق بالأرواح {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
فقد سبق وان كتبت قبل أكثر من أربعة أشهر عن الخطورة التي يشكلها عبور السيارات لنفس الممشى واكتفت الأمانة بتسطيح الأمر بأنه سيتم إدراجها ضمن خططها المستقبلية في وقت أصبح الجميع يعي ويدرك أن هذا يستغرق أعواماً عديدة حتى يصبح مشروعاً تحت التنفيذ وحتى لو منحته الأمانة الأولوية التي يستحقها - أشك في ذلك - فالأمر يعتمد على توفر المبالغ اللازمة في ميزانيتها فهذا يعني إما أن الأمانة غير مقتنعة بوجود خطر أصلاً أو أنها ترغب في بقاء الوضع لأطول فترة ممكنة قبل معالجته ونست أو تناست أن هناك حلولاً عاجلة لا تكلف الأمانة عشر معشار تكلفة ما أسمته مجسمات (المزالة) لتحجيم الخطورة وإعادة تأهيل الممشى لما خصص له بلا مجاملة للمباني المحيطة به لو توافرت الرغبة في ذلك.
وإن عجزت الأمانة بمهندسيها واستشارييها ومستشاريها إيجاد حلول عاجلة مؤقتة لحفظ الأرواح وصون الأموال إذا كانت تهمهم فاني على استعداد لتقديم الاقتراح والإشراف الشخصي على تنفيذه.
ولكنكم لا تحبون الناصحين..