د.عبدالعزيز الجار الله
الحرب التي تدور الآن في غزة ليست كما يطلق عليها الإعلام الإسرائيلي والغربي حروب غزة، وكأن غزة جزيرة وشاطئ منفصل عن فلسطين الضفة والقطاع وفلسطين الكبرى والتاريخية، حروب غزة هي حروب فلسطين منذ حروب عام:
2006 /2009 / 2012 / 2014 / 2021 /
والتأكيدات هي الحرب الحالية مايو 2021 بأنها شاملة وليس طرفها غزة لوحدها، فالمظاهرات والمناوشات والانتفاضة منذ بداية الأسبوع الماضي كانت في جميع أراضي فلسطين:
أولاً: دخول عرب فلسطين 48م ممن هم داخل الخط الأخضر في المدن المختلطة دخولهم في المواجهات والاشتباكات مع اليهود في مدن: عكا وحيفا ويافا وسخنين وطبريا والناصرة وأم الفحم، وغيرها من مدن 1948م وما حولها.
ثانياً: دخول سكان الضفة الغربية في الاشتباكات مع المستوطنين الإسرائيلين في: القدس وجنين ونابلس ورام الله وبيت لحم والخليل وغيرها.
إذن هي حرب شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين عنوانها:
عند إسرائيل حرب الأبراج وهدم المنازل وتدمير الاقتصاد الفلسطيني وتشريد الأسر ومعاقبتها لتبقى في الشوارع.
وعند الفلسطينيين هي الصواريخ والطائرات المسيرة التي كان يقال لها الصواريخ العبثية وأصبحت اليوم الصواريخ الرادعة تطالب إسرائيل والغرب بوقفها بعد أن أثبتت فاعليتها ووصلت إلى تل أبيب شمالاً، وحتى بئر السبع والنقب جنوباً وأيضاً قرب المفاعل النووي في ديمونة في صحراء النقب.
لذا المواجهات منذ البدء كانت تحت غطاء الإعلام الغربي بأنها حرب غزة، تكشفت اليوم عن أنها حروب امتدادية لحروب عربية فلسطينية عام 48/ 67/ 1973م، وما استمرار إسرائيل في قصف الأبراج في غزة إلا صورة أخرى من تشريد الشعب الفلسطيني كما حدثت في عام 1948 /1967م، فهي موجة ثالثة من تشريد العائلات والأسر وجعلها بلا مأوى، إلا أن الفلسطينيين رفضوا العودة لأيام النكسة والهجرة خارج فلسطين.