شريفة الشملان
أحب أن تكون أمورنا جيدة كعرب ومسلمين، أحب أن تجتمع كلمتنا، لكني أرى الكلام كثر عن الفتوحات الإسلامية وما شابهها وما بين غمز ولمز، نحن نعلم أن أول من خط وأسس قانوناً لحقوق الإنسان أثناء الحروب هما سيدانا الخليفتان الراشدان، أبوبكر وعمر بن الخطاب.
فالوصية البكرية كانت من عشر نقاط، لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة لا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة أو بقرة أو بعيراً إلا لمأكلة، ثم يوصي بالعابدين في الصوامع ويأمر ألا يقتلوا إلا من حمل السلاح عليهم.. فلا يقتلوا ولا يتركوا الأرض محروقة كما يفعل دعاة الإنسانية الآن.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أمن المسيحيين بالقدس على أموالهم وكنائسهم وصلبانهم وكل دور العبادة، ولم يصل في كنيسة القيامة لكن خارجها، حتى لا يكون حجة من بعده لأخذها.
هذا ما عمل به المسلمون الأوائل في كل فتوحاتهم أيام الخلفاء الراشدين وبعدها، وما تغيرت أخلاقهم إلا بعدما جاءهم الأذى من كل الحروب مع غير المسلمين، عندما يدخلون البلاد الإسلامية يفعلون العجب العجاب، لم تكن الحروب الصليبية أولها ولا آخرها.
لم نكن موجودين أثناء الحروب الصليبية لكن رأينا حرباً صليبية أخرى في العراق، قالها بوش، رأينا الأمريكان يدخلون المساجد يقتلون المصلين فيها، ورأينا المجندات وهن ينجسن المصاحف بفضلات أجسادهن، ورأينا قطع الشجر كانت النخلة الرمز العربي تئن من ألم، البيئة تدمر، ورمي اليورانيوم غير المخصب ورأينا جحافل مرضى السرطانات بحيث وصلت آثارها لديارنا.
عندما أكتب عن القريب في زماننا والغريب، أفعلا تمر ذكرى صبرا وشاتيلا وسبرنتشا، وكيف تمت الإبادة الجماعية وهدم المساجد التاريخية وتدمير البنية التحتية، خراب العراق ما زال مستمراً بعد أن سلمت أمريكا العراقيين لأعدائهم الفرس الذين أمضوا للتو ثماني سنوات يتحاربون.
وها نحن نعيد على صدى القتال والحرب وخروج العزل في القدس يطالبون ببيوتهم المنهوبة، وحي الجراح في القدس يستباح، الجنود والعصي والرصاص بأنواعه يلعلع فوق رؤوس الفلسطينيين العزل، لابد من الدفاع عن المال والنفس أمام من أتوا من أصقاع العالم ليأخذوا ما ليس حقاً لهم، ينهبون ويسرقون، أمام حقوق إنسان ضاعت وأطفال يقتلون بالجملة، فالطفولة عدو هذا الشعب القادم من وراء البحار والمحيطات، شقر بعيون زرق.
دافع آباؤنا وتأثروا ضد الحروب منذ فيتنام وحتى مع السود في أمريكا، بل استعملوا كلمة (مارتن لوثر كنك) (لن يصعد أحد على ظهرك ما لم تنحني).
وكانت ثورة الجزائر وحربها الضروس ضد الفرنسة، واستعمال الصوامع الدينية الخفية لتدرس كتاب الله ولغته، وتبرعت دولتنا وساندت، هي السعودية الأم، نحن من وقفت قلوبنا وأفواهنا ضد الغزو والقتل، فكما صرنا ندافع بكل قوانا عن الجزائر وساندت دولتنا تونس، واحتوت الكثير من قضية البوسنة والهرسك، كنا أكثر دفاعاً واستماتة عن الكويت وما حصل نتيجة دخول الجيش العراقي لها، وتلك أغبى حادثة في تاريخ العرب، فكانت كارثة احتلال العراق وتمزيقه، فلم يهن علينا ولم نرض بذلك ولم نرض أن تحتل عصابات هذه الدولة وتفرق أهلها لشيع وطوائف.
كل ذلك كنا وكانت دولتنا الأم السعودية، نحن عندما نقف ضد ظلم وعنف وجبروت الصهاينة، نحن مع الحق ضد الظلم، وذلك يزيد من ولائنا لدولتنا، التي كانت وما زالت أم العرب والمسلمين.
هؤلاء الأطفال الذين يموتون على مرآى ومسمع من جمعيات حقوق الإنسان ومن دول تنادي بذلك، لكنها تسكت عن جرائم الصهاينة، وعلى مرآى من كاميرات العالم وكأنها تقول كل العلم تحت قدميها ما دامت أمريكا ودول أوربا الغربية معها. حديث الألم يطول المساحة.
إنه عيد لا يشبه الأعياد.. اللهم افتح أبواب نصرك للمستضعفين في أرضك.